مراكش، التي كانت يوما ما أيقونة السياحة المغربية وواجهة المملكة أمام العالم، تواجه اليوم تحديات تنموية وخدماتية متراكمة، وسط تساؤلات حول مصير مشاريع كبرى صودق عليها في عهد المجلس الجماعي الحالي.
وتشير مصادر متابعة للشأن المحلي إلى أن عددا من البرامج التي وعد بها المراكشيون، وعلى رأسها المشاريع الملكية الثلاثة مراكش الحاضرة المتجددة، برنامج تثمين المسارات الروحية بالمدينة العتيقة، ومشروع إعادة تأهيل وهيكلة النسيج التاريخي، لم تكتمل أو توقفت دون توضيحات رسمية شافية. كما توقفت أشغال ترميم المباني المتضررة من زلزال الحوز، مما ترك المتضررين في وضع هش.
القطاع الخدماتي بدوره يعاني من تراجع ملحوظ، خاصة في مجالات النظافة، الإنارة العمومية، والنقل الحضري، فيما تحولت أزمة السير والجولان إلى معضلة يومية تؤثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ورغم أن مراكش مقبلة على احتضان تظاهرات قارية ودولية، إلا أن بنيتها التحتية ما تزال تواجه اختلالات، وسط غياب مخططات واضحة لتنويع الاقتصاد المحلي أو إدماج حلول ذكية وخضراء في إدارة المدينة. كما يلاحظ غياب مشاريع كبرى من قبيل مناطق لوجيستية أو أحياء صناعية أو منصات تكنولوجية ما يعمق اعتماد المدينة على السياحة والعقار.
هذه الوضعية دفعت الساكنة للتساؤل حول مدى قدرة المجلس الجماعي، برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، على تنزيل وعوده، وحول ما إذا كان التركيز على تجميل بعض الشوارع الرئيسية كافيا لمعالجة الاختلالات العميقة التي تعرفها المدينة.
كا هذا وضع مدينة مراكش اليوم أمام منعطف حاسم: إما استعادة مسارها نحو التنمية المستدامة ومكانتها الدولية أو استمرار التراجع في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.