متى يتحرك المسؤول الجديد لاكاديمية مراكش، لتطهير دواليب الإدارة من تركة العهد القديم؟

Boubker BAROUD14 سبتمبر 2025 مشاهدة
متى يتحرك المسؤول الجديد لاكاديمية مراكش، لتطهير دواليب الإدارة من تركة العهد القديم؟

بعد قرابة شهرين على تعيينه رسميا من قبل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، باشر عبد اللطيف شوقي مهامه كمدير جهوي جديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، خلفا لمحمد بلقرشي، المدير السابق بالنيابة، حيث قام بثلاث زيارات تفقدية لثلاث مديريات اقليمية بكل من الحوز واليوسفية والرحامنة، خارج مدينة مراكش.
اما على مستوى خطواته العملية الاولى داخل مؤسسة الاكاديمية، فقد عقد شوقي سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع رؤساء الأقسام والمصالح الجهوية، إلى جانب لقاء تنسيقي مع المديرين الإقليميين التابعين لنفوذ الأكاديمية، ركز خلاله على استعراض الملفات الراهنة والتحديات الكبرى التي تواجه المنظومة التربوية بالجهة، وعلى رأسها إشكاليات الخصاص في الموارد البشرية، وضعف النجاعة الإدارية، وتدني مؤشرات التواصل والانفتاح مع الفرقاء الاجتماعيين.

مصادر مطلعة كشفت ان هذه اللقاءات كشفت عن رغبة حقيقية لدى المدير الجديد في القطع مع ممارسات المرحلة السابقة، وفتح صفحة جديدة قائمة على الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ووفق ذات المصادر، فقد تلقى شوقي جملة من الملتمسات والملاحظات من قِبل أطر إدارية مخضرمة داخل الأكاديمية، دعته إلى تصفية “إرث ثقيل” خلفه المدير السابق الذي شغل المنصب لما يقارب تسع سنوات، وهي فترة تميزت – حسب وصف جمعيات حقوقية وهيئات نقابية – بـ”النكوص الإداري وتراجع إشعاع المدرسة العمومية بالجهة وتضارب المصالح داخل المربع المحيط بادارة الاكاديمية”.
وتشير نفس المصادر إلى وجود تحفظات كبيرة حول بعض التعيينات التي تمت خلال المرحلة السابقة، لا سيما ما يتعلق بإسناد مناصب حساسة لمقربين من المدير السابق، ومنح صلاحيات واسعة لبعض الموظفين دون سند قانوني واضح، وعدم مراعاة الكفاءة والاهلية في تدبير قطاع التعليم الاولي، كورش تربوي هام يحظى برعاية ملكية خاصة.
وقد حظيت مصلحة الموارد البشرية بحصة الأسد من النقاش خلال الاجتماعات المغلقة التي عقدها شوقي، بالنظر إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات النقابية داخل الأكاديمية، والاحتقان الذي تعيشه بعض المؤسسات التعليمية نتيجة اختلالات في التدبير والتواصل الداخلي، ليبقى السؤال الجوهري الذي يشغل بال المهتمين بالشان التربوي والتعليمي بجهة مراكش اسفي:
هل سيتمكن عبد اللطيف شوقي من إعادة ترتيب البيت الداخلي لأكاديمية مراكش-آسفي، واستعادة الثقة في الإدارة التربوية الجهوية؟ أم أن تركة العهد القديم ستكون أكبر من أن تصفى في الأمد القريب، بفعل تنامي وتغول لوبيات ادارية متحكمة في صناعة القرار؟

اترك رد

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق