بحضور السيد العربي الرامي ممثلا لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والأستاذ الدكتور فؤاد شفيقي، المفتش العام للشؤون التربوية بالوزارة، ولطيفة دحاني، إطار بمديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية، والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات، المكلفة بملف الأنشطة الفنية، ونفيسة بلبركة المديرة الجهوية للاتصال، والعديد من الفعاليات الإعلامية، والتربوية، والإدارية، والفنية على مستوى جهة مراكش – آسفي؛ أسدل الستار يوم السبت 29 أبريل الجاري على أنشطة الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للموسيقى والتربية بمؤسسة واحة الزيتون 2 بمنطقة المحاميد.
هذا العرس التربوي والفني الذي تشرف على تنظيمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على جهة مراكش – آسفي، وذلك في سياق أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ذات الصلة بالارتقاء بالحياة المدرسية، وكذا تماشيا مع شعار الموسم الدراسي الحالي 2022 – 2023: ” من أجل مدرسة ذات جودة للجميع “.
يأتي تنظيم المهرجان الوطني للموسيقى والتربية بالمدينة الحمراء، انسجاما مع أهداف والتزامات خارطة الطريق 2022 – 2026 فيما يتعلق بتنمية الأنشطة الموازية لتمكين التلميذات والتلاميذ من التفتح وتحقيق ذواتهم، وإبراز مواهبهم وصقلها، وتملك القيم والمهارات الحياتية الكفيلة بتطوير المستوى الإبداعي والفني لدى تلميذات وتلاميذ مختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين؛ كما أن المهرجان بشغفه التربوي والفني وهو يطفئ شمعته الرابعة، يولي أهمية كبيرة للتربية الفنية، وأدوارها الفضلى في بناء شخصية المتعلمات والمتعلمين، تماشيا مع الإطار المرجعي للتشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والإبداعية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
وفي ذات السياق، يأتي المهرجان الوطني للموسيقى والتربية في دورته الرابعة ليؤكد على عدد غير يسير من الأهداف التي ما فتئ يعمل على إبرازها وأجرأتها منذ الدورة الأولى المنعقدة يومي 02 و03 ماي 2019، ومنها: تعزيز واستثمار مكتسبات الدورات السابقة للمهرجان، وكذا تثمين دور مؤسسات التفتح للتربية والتكوين والمساهمة في إشعاعها، والارتقاء بالحس الجمالي والذوق الفني للمتعلمات والمتعلمين في سياق المساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الموسيقى والغناء؛ فضلا عن ذلك، يعمل المهرجان على تفعيل دور الأندية الموسيقية، وتقوية قدرات المنشطين والمستفيدين منها، والمساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيو ثقافي.
ولقد دأب المهرجان في كل دوراته على الاحتفاء بقامة فنية مغربية وازنة، وهكذا كان الاحتفاء بالأستاذ الكبير عبد الله عيصامي خلال الدورة الأولى، وبالملحن والمؤلف الموسيقي، المايسترو أحمد عواطف رئيس الجوق الملكي خلال الدورة الثانية؛ والموسيقار، عميد الأغنية المغربية، الأستاذ عبد الوهاب الدكالي خلال الدورة الثالثة، أما هاته الدورة الرابعة المنظمة يومي الجمعة والسبت 28 و29 أبريل 2023، فقد كانت في ضيافة الملحن والنقيب، والأستاذ الكبير مولاي أحمد العلوي، الذي أشاد بجودة تنظيم المهرجان، وبالأعمال التربوية والفنية التي حازت على تأشيرة لجنة التحكيم؛ كما عبر عن سعادته الكبيرة، وتأثره العاطفي والوجداني بهذا التكريم الذي خصته به المنظومة التربوية المغربية؛
وفي هذا الإطار، نوه – أيضا – بفكرة المهرجان ومخرجاته الغميسة التي استطاعت بحرفية عالية أن تجد للموسيقى والفن جسور تواصل مع عوالم التربية والتكوين.
وتجدر الإشارة إلى أن المحتفى به خلال الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للموسيقى والتربية، الأستاذ مولاي أحمد العلوي، قد نشأ في أسرة تهتم بالتراث المغربي الأصيل، والموسيقى الصوفية المغربية الشعبية، تعلم أصول موسيقى الآلة على يد الشيخ الكبير سيدي محمد الجعيدي، وكان له احتكاك بالكثير من رموز فن الملحون الكبار أمثال: التهامي الهاروشي، الحاج محمد بن غانم، الحاج سلام الفيلالي، مولاي التهامي العلوي، وغيرهم. لحن الأستاذ مولاي أحمد العلوي لكبار كتاب الشعر، والزجل الغنائي المغربي، من بينهم: أحمد الطيب العلج، علي الحداني، فتح الله المغاري، الطاهر سباطة، مولاي علي الصقلي، محمد الطنجاوي، …؛
كما تعامل مع الكثير من الأصوات المغربية والعربية التي أبانت على قوتها وجدارتها وطنيا وعربيا باستثناء الفنان نعمان لحلو، والموسيقار عبد الوهاب الدكالي كما جاء على لسانه خلال لحظة التكريم. ومن بين هاته الأصوات، نجد: عبد الهادي بالخياط، نعيمة سميح، محمد الحياني، سميرة بنت سعيد، إسماعيل أحمد، محمود الإدريسي، ليلى غفران، البشير عبدو، محمد الغاوي، لطيفة رأفت، فؤاد الزبادي، حياة الإدريسي، نادية أيوب، نزهة الشعباوي، فاطمة مقدادي، عماد عبد الكبير، عبد العالي الغاوي، طلال المداح، محمد البلوشي، ومجموعة خيرة من الأصوات الشابة الحديثة،…
إن المهرجان الوطني للموسيقى والتربية في دوراته الأربع، كانت فلسفته ترمي إلى المساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الشعر والموسيقى والغناء، ظهر ذلك في العناوين الكبرى التي كان التباري حولها خلال الدورة الرابعة، من طرف المجموعات الكورالية المنتمية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الإثنى عشرة، ويتعلق الأمر ب:
- جائزة أحسن نص شعري؛
- جائزة أحسن لحن، وتوزيع موسيقي؛
- جائزة أحسن مجموعة كورالية.
ولتهييئ ظروف نزيهة، ومنصفة لكل المشاركين والمشاركات، عملت اللجنة المنظمة على ترشيح لجنة تحكيم مكونة من ثلة خيرة من أعلام الفن والموسيقى، وهم على التوالي:
- الملحن والمؤلف الموسيقي، الأستاذ عبد الله عيصامي؛
- الفنان وعازف الكمان المتميز، الأستاذ عبد الله الميري؛
- الفنان والمؤلف الموسيقي، وعازف الكمان المتميز، الأستاذ مولاي هشام التلمودي؛
- الفنان والأستاذ، ومدير المعهد العالي للصحافة والإعلام، الأستاذ عبد الله إمهاه؛
أما على مستوى المضامين الفنية والثقافية التي ميزت فعاليات هاته الدورة الرابعة من المهرجان، فقد تنوعت ما بين عروض موسيقية متنوعت ساهمت بها مؤسسات التفتح الفني في كل من إقليمي مراكش وقلعة السراغنة، ممثلة في المجموعة الموسيقية والغنائية التابعة لمؤسسة محمد الغزواني للتربية والتكوين تحت تأطير كل من أساتذة التربية الموسيقية عز الدين دياني وياسين الرازي، كما استمتع جمهور اختتام المهرجان بلوحة موسيقية آلية وغنائية من أداء مجموعة ” صول فا ” تحت تأطير أستاذ التربية الموسيقية خليل ملوك؛ كما أن مؤسسة الثانوية التأهيلية أبطييح قد شاركت من جهة، بلوحات فنية غنائية عصرية من خلال عرض فرقة ” الحناجر الذهبية ” تحت تأطير كل من الأستاذة إيمان غليوش، والأستاذ محمد أولهوف؛ ومن جهة ثانية، قدمت ذات المؤسسة مجموعة من اللوحات الغنائية الشعبية. هذا وقد نال المعرض التشكيلي الذي أشرف عليه الأستاذ مولاي اسماعيل عبد ربه، والموسوم ب: ” إطلالة “، استحسان متتبعي المهرجان لما وقفوا عليه من جمالية وإبداع أشاعته لوحات تشكيلية تجولت في العديد من المظاهر الحضارية التراثية المغربية.
وأمام جمهور غفير غصت به جنبات مسرح مؤسسة واحة الزيتون 2 بمنطقة المحاميد، كان الترقب وانتظار الإعلان عن النتائج النهائية التي تفضل رئيس لجنة التحكيم الأستاذ الفنان عبد الله الميري بالإشارة إلى ظروف وحيثيات اشتغال اللجنة، كما أشار إلى التقارب الكبير الذي عرفه المستوى الفني والثقافي لإنتاجات كل الأكاديميات المشاركة، وقد جاءت النتائج كما يلي:
- جائزة أحسن نص شعري، عادت لكورال أكاديمية الشرق؛
- جائزة أجمل أداء وتوزيع – تلحين -، عادت للمجموعة الصوتية التابعة لأكاديمية الرباط سلا القنيطرة، تحت تأطير أستاذ التربية الموسيقية سعيد الصنهاجي؛
- جائزة أحسن مجموعة كورالية، عادت للمجموعة الصوتية التابعة لأكاديمية مراكش آسفي، تحت تأطير أستاذ التربية الموسيقية جمال فركي؛
وفي ختام هاته الفعاليات، أشاد الجميع بالمجهودات الجبارة التي بذلتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين عن جهة مراكش – آسفي في شخص مديرها الأستاذ مولاي أحمد الكريمي، الذي استطاع – بدعم فريق عمل خلية نحل متكاملة – أن يرسم صورة زاهية نضرة للمهرجان، ويؤسس لشخصيته التي تشكلت بشكل واضح المعالم، أضحت اليوم مجال تنافس وطني يعلي من قيمة الفن، والأدب، والثقافة، في انصهارها مع عالم التربية والتكوين.