في ظل أزمة شح المياه التي يشهدها المغرب إثر موجة جفاف هي الأسوء منذ نحو أربعين عاما، ورغم تعالي أصوات خبراء وفعاليات مدنية مطالبة بمنع الزراعات المستنزفة للماء، وهو ما استجابت له السلطات المغربية واتخذت عددا من الإجراءات بهدف ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب ومن بينها وقف الدعم المخصص لمشاريع الري الموضعي عن مجموعة من الزراعات التي تستنزف المخزون المائي، إلا أن استمرار زراعة البطيخ الأحمر في مناطق تعرف خصاصا مهولا في الموارد المائية بات يقلق ساكنة عدد من المناطق، داعين لتدخل وزارة الفلاحة.
ومن بين المناطق التي عرفت مؤخرا نشاطا متزايدا في زراعة البطيخ الأحمر والاصفر بمباركة من السلطات المحلية بجماعة سيد الحطاب التابعة لقيادة بني عامر وجماعة أولاد الشرقي، حيث يتم كراء الأراضي وتجهيز مئات الهكتارات وحفر الآبار دون تراخيص قانونية مع اقتراب الموسم الفلاحي لهذه الزراعة المستنزفة للثورة المائية، خصوصا بحوض سد المسيرة المهدد بالجفاف وجنباته والتي اصبحت نسبة حقينته اقل من %3 ، مما يهدد مدنا كبرى بالجفاف والعطش كمدينتي مراكش والدار البيضاء، في ظل عدم تفاعل السلطات العمومية والوزارة الوصية على القطاع الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية .
والادهى من ذلك هو قيام بعض الفلاحين بتركيب عشرات آليات جر المياه على مدى 24/24 بمجرى وادي ام الربيع وبحيرة سد المسيرة على مستوى الجماعتين المذكورتين، مما ساهم بشكل كبير في هبوط مستوى مياه السد.
لتبقى كمية الثروة المائية المهدرة في هاته الفاكهة تضع علامات استفهام كبيرة ، في ظل الواقع المعروف من تضاؤل نسبة المياه الظاهرية والجوفية !!
فهل يفكر المسؤول في حكامة جيدة لتسيير ما تبقى من فرشة مائية بالمنطقة.