بقلم: سيدي محمد الناصري (مراكش)
كما كان الشأن مع جائحة كورونا، عبر العصور و الأزمنة، كان دائما للكوارث و أيام الضيق دور كبير في إلهام و تحفيز البشرية على الإبداع و الابتكار….
الأزمات تجبر الإنسان على إعادة النظر في الأولويات، و ترتيبها حسب الأهمية القصوى دون اعتبار للزمن و المكان، حيث تغيب الأنا، و يعلو صوت الجماعة و تطفو على السطح كل أشكال التضامن و التكافل و باقي القيم الاجتماعية الفضلى…، الحجر الصحي الطارئ خلق الحاجة، و الحاجة الملحة تدفع الإنسان، مضطرا لا بطل، الى (اختراع) أساليب و طرق لتسهيل العيش أو التعايش…، و لعل الظاهرة، و كما لاحظ الجميع، التي كان لها دور هام و كبير في تخفيف وقع المصاب هي ” ثقافة عن بعد”، هذه الثقافة التي كانت الى حدود الأمس القريب حكرا على طبقة او شريحة معينة من المجتمع.
و مع بطلنا COVID19 اضحت شائعة بشكل كبير و مبالغ فيه في بعض الأحيان، ساعد على ذلك الانتشار الواسع للهواتف الذكية و مواقع التواصل الاجتماعي، فبغض النظر عن أهمية هذه الثقافة في التواصل و التقارب و تسهيل الخدمات، فهل هي إشارة (ممن يسيرون العالم) ؟ الى تفكير جدي في أهمية المحافظة على البيئة، و العناية بما تبقى من الثروات الطبيعية التي استنزفها التحرك الدائم و المستمر للإنسان، “ثقافة عن بعد” صديقة للبيئة، حيث أكد المهتمون و الباحثون، أن توقف العالم لمدة ثلاثة أشهر، خلال الجائحة، وفر على البيئة مشاق كثيرة، و كمثال حي على ذلك، كل مستعملي او مستغلي هاته الثقافة المستجدة، سواء من اجل عمل او اجتماع او ترفيه، كلفهم الامر فقط صفحة على الواتساب او تطبيق من تطبيقات التواصل، ففي أبسط الحالات، التحرك و حسب العدد، سيكلف بنزينا و وسيلة نقل تلوث الاجواء، ناهيك عن الاقتصاد في الورق (…) و باقي اللوجستيك ./ .
فهل هي بداية عصر ” ثقافة عن بعد ” رأفة بالبيئة ؟؟