الزواج من الفتيات العاملات في الشركات: بين ضغوط العمل وتحديات الاستقرار الزوجي الندم والطلاق  والمشاكل النفسية والاجتماعية

Boubker BAROUD6 سبتمبر 2024 مشاهدة
الزواج من الفتيات العاملات في الشركات: بين ضغوط العمل وتحديات الاستقرار الزوجي الندم والطلاق  والمشاكل النفسية والاجتماعية

 

الفتيات أصبحن أكثر من الرجال في العمل، مما يسبب تأثيرات نفسية، طلاق، عزوبة، وضغوط العمل، كأنهن من يجب أن يجهزن البيت ويتزوجن.

في السنوات الأخيرة، أصبح الزواج من الفتيات المغربيات اللاتي يعملن في الشركات موضوعاً يثير الكثير من التساؤلات والجدل، خاصة عندما يتعلق الأمر بتأثير طبيعة عملهن على استقرار الحياة الزوجية. فالعديد من الشركات تعتمد على نظام العمل بالتناوب بين الفترات الصباحية، المسائية، وأحياناً الليلية، مما يشكل تحدياً كبيراً للزوجة العاملة ولعلاقتها بزوجها. العمل لساعات طويلة وفي أوقات غير منتظمة يجعل من الصعب تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الزوجية، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى توتر وصراعات قد تنتهي بالطلاق.

الفتاة التي تعمل في هذه الظروف تجد نفسها تحت ضغط كبير؛ فهي مطالبة بالالتزام بعملها وبذل أقصى جهدها لتلبية متطلبات وظيفتها، سواء في الصباح أو المساء أو حتى أثناء الليل. هذا الأمر يجعلها تشعر بالتعب والإرهاق الجسدي والنفسي عند عودتها إلى المنزل، ما يؤثر على قدرتها على تلبية احتياجات الزوج والأسرة. الزوج في هذه الحالة قد يشعر بالإهمال، حيث يجد أن زوجته لا تستطيع الاهتمام بالمنزل أو أن تكون متاحة له بشكل كافٍ، سواء من الناحية العاطفية أو حتى في الحقوق الزوجية. 

نتيجة لهذه الضغوطات، قد تبدأ المشاكل في الظهور تدريجياً داخل الأسرة. عدم قدرة الزوجة على التوفيق بين العمل والبيت يخلق جوًا من التوتر الدائم، حيث تزداد المطالب والواجبات، وتقل القدرة على التواصل والاستقرار. هذا التوتر يمكن أن يتفاقم بمرور الوقت، ليتحول إلى نزاعات مستمرة قد تكون نهايتها الطلاق، وهو ما يحدث في كثير من الحالات اليوم. 

إلى جانب هذه التحديات، هناك تأثير آخر على الأطفال في حال وجودهم. المرأة العاملة التي تتنقل بين فترات عمل مختلفة تجد نفسها غير قادرة على تقديم الرعاية اللازمة لأطفالها، سواء من حيث الوقت أو الاهتمام، ما يترك فراغاً كبيراً في التربية والرعاية. الزوج بدوره قد يجد نفسه مضطراً لتحمل مسؤوليات إضافية، وهو ما يزيد من حجم التوتر والصراع داخل الأسرة.

قد يرى البعض أن الزواج من فتاة تعمل قد يكون إضافة إيجابية للأسرة، حيث يمكن للزوجة أن تسهم في تحسين الدخل وتخفيف الأعباء المالية. ولكن هذا الاعتقاد يصطدم بالواقع عندما نجد أن الضغوط المهنية تفوق في تأثيرها الجوانب الإيجابية. فلا المال ولا الراتب يمكن أن يعوضا عن فقدان الاستقرار العائلي والتفاهم بين الزوجين.

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الزواج يتطلب توازنًا كبيرًا بين التزامات الحياة العملية والعائلية. وفي ظل نظام العمل المتقلب الذي تعيشه العديد من الفتيات العاملات في الشركات، يصبح من الصعب الحفاظ على هذا التوازن. عندما تكون المرأة مجبرة على العمل ليلاً، أو العودة إلى المنزل متأخرة بعد يوم طويل، فإن الحيز المتاح للحياة الزوجية يتقلص، ما يؤدي في النهاية إلى تراجع العلاقة الزوجية وفقدان الهدوء والسكينة التي يحتاجها الزواج ليزدهر.

إذاً، السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن للزواج أن يستمر بنجاح في ظل هذه الظروف؟ الجواب الذي يظهر في كثير من الحالات هو أن الزواج من فتاة تعمل بنظام متقلب قد يكون أكثر عرضة للفشل والصراع من زواج تقليدي، حيث تكون الزوجة قادرة على التواجد بشكل أكبر في المنزل وتقديم الرعاية اللازمة للأسرة. 

يمكن القول إن الزواج من فتاة تعمل في شركة بنظام ساعات غير منتظمة قد يكون معقدًا ومليئًا بالتحديات. الاستمرار في مثل هذا النوع من الزيجات يتطلب من كلا الطرفين جهداً مضاعفاً لتحقيق التفاهم والمرونة. لكن عندما تفشل هذه الجهود، وتغيب قدرة الزوجة على تقديم الدعم العاطفي والعملي في المنزل، يصبح الطلاق احتمالاً قوياً، ما يؤدي في النهاية إلى تفكك الأسرة وتشتيت الحياة الزوجية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق