أفادت مصادر محلية و جهوية أن ساكنة إقليم الحوز تترقب بشكل حذر التغييرات المرتقبة في صفوف الولاة والعمال، وسط حديث عن احتمال تنقيل العامل الحالي رشيد بنشيخي بعد فشله في تدبير تداعيات زلزال 8 شتنبر 2023. فمنذ تعيينه في فبراير 2019، كان بنشيخي محط آمال كبيرة، ولكن هذه الآمال تلاشت مع مرور الوقت، خاصة في ظل تأخر المشاريع التنموية والعجز عن مواجهة التحديات التي تعصف بالإقليم.
التقارير تشير إلى أن وزارة الداخلية تستعد لإجراء حركة تنقلات وتعيينات جديدة ستطال عدداً من العمال والولاة الذين استمروا في مناصبهم لفترات طويلة، أو لم تعد حالتهم الصحية تسمح لهم بمواصلة العمل، إضافة إلى آخرين يواجهون انتقادات بسبب سوء التدبير. تأتي هذه الحركة في إطار سياسة أوسع لتحديث الإدارة الترابية وتحسين أدائها بناءً على تقارير منجزة من قبل “لجنة 360” التي يقودها العامل غسان قصاب.
إقليم الحوز، الذي يعتبر واحدًا من أكثر الأقاليم تضرراً من الزلزال، يعاني من تدهور تنموي شديد. هذا الوضع أصبح أكثر وضوحًا بعد الكارثة، حيث كشفت الهزة الأرضية عن عمق الفقر والبنية التحتية المهترئة، والتي لم يكن بنشيخي قادراً على تحسينها بالشكل المطلوب. فبالرغم من المشاريع التي تم الإعلان عنها في فترات سابقة، إلا أن غياب رؤية تنموية واضحة وضعف التواصل مع الساكنة جعل الفجوة بين التوقعات والواقع تتسع.
عندما وقع الزلزال، كان من المنتظر أن يلعب العامل دوراً محورياً في تنسيق جهود الإغاثة وإدارة الأزمة. لكن ردود الأفعال المحلية تؤكد على ضعف تواصله مع المتضررين، وعدم زيارته لكافة المناطق المنكوبة. هذه المواقف أثارت استياء كبيراً بين السكان، الذين شعروا بأن السلطات المحلية لم تكن على قدر المسؤولية في التعامل مع الفاجعة. فالاستجابة البطيئة والتفاعل المحدود مع مطالب المتضررين جعلت العديد يتساءلون عن جدوى بقاء بنشيخي في منصبه.
الجمعيات الحقوقية بدورها، مثل الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العام، طالبت في مناسبات عدة بضرورة تحسين أداء العامل، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع سكان المناطق المتضررة واحترام خصوصياتهم. هذه الجمعيات ترى أن الحوز بحاجة إلى قيادة جديدة قادرة على تحقيق تطلعات السكان وتفعيل رؤية الملك محمد السادس التي تركز على “المفهوم الجديد للسلطة”، الذي يستوجب احتكاك المسؤولين المباشر بالمواطنين وإيجاد حلول لمشاكلهم.
وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن التغييرات المرتقبة في صفوف العمال قد تشكل فرصة لإقليم الحوز لتغيير مسار تنميته. إذا تم استبدال بنشيخي بشخصية تمتلك رؤية تنموية واضحة وخبرة في إدارة الأزمات، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي على مستقبل المنطقة. فالتحدي الأكبر الآن هو إعادة بناء ما دمره الزلزال، ليس فقط من حيث البنية التحتية، بل أيضًا على مستوى الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية.
المستقبل سيكشف عما إذا كانت هذه التغييرات ستسهم في إحداث تحول حقيقي، أم أن مشاكل الحوز ستظل قائمة كما هي. لكن ما هو مؤكد أن ساكنة الإقليم تتطلع إلى قيادة جديدة قادرة على تنفيذ التوجيهات الملكية وتحقيق التنمية المستدامة التي طالما كانت مطلبًا شعبيًا ملحًا