تشهد المجتمعات الحديثة تحديات كبيرة تتعلق بحماية الفتيات والشباب من المخاطر المختلفة، ولا سيما في إطار العلاقات الاجتماعية والجنسية. في هذا السياق، يتصدر موضوع التربية الجنسية قائمة الأولويات التي تحتاجها المؤسسات التعليمية، خصوصًا في ظل الانفتاح على العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي قد تعرض الفتيات لمخاطر جديدة.
الباحث بدر شاشا، في دعوته إلى وزارة التربية والتعليم، يسلط الضوء على ضرورة إدخال مادة التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية، مشددًا على أهمية هذا الموضوع في توعية الفتيات والشباب بمخاطر العلاقات غير السليمة. إن الفتيات في المدارس الثانوية والجامعات يواجهن تحديات تتعلق بالعلاقات الاجتماعية التي قد تتجاوز الحدود الطبيعية، حيث يمكن أن تندفع بعضهن إلى الارتباط بأشخاص غير جديرين بالثقة.
تتعرض الفتيات أيضًا لمواقف خطيرة، مثل الاستغلال من قبل بعض الرجال الذين يتربصون قرب المدارس ويستخدمون وسائل جذب مثل المال والملابس الفاخرة لتوريطهن في علاقات غير صحية. يعكس هذا السلوك عدم وجود وعي كافٍ لدى الشباب والفتيات حول مخاطر هذه العلاقات، مما يؤدي إلى تعرضهن للتحرش والاستغلال.
يجب أن تتضمن مادة التربية الجنسية توعية شاملة للفتيات حول كيفية التعرف على العلاقات السليمة وغير السليمة، ووسائل حماية النفس من المخاطر المحتملة. يجب أن تشمل هذه التوعية أيضًا حقوق الفتيات وواجباتهن، وكيفية التعامل مع أي موقف تعرضن له من قبل أفراد غير محترمين.
إن إدخال هذه المادة في المناهج التعليمية يمكن أن يسهم بشكل فعال في بناء جيل واعٍ قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة في حياته الشخصية والاجتماعية. كما أنه سيساعد في تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الجنسين ويعمل على تقليل حالات التحرش والاستغلال.
بناءً على ما تقدم، يجب على وزارة التربية والتعليم أن تأخذ هذه الدعوة بعين الاعتبار وتعمل على تضمين مادة التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية. فالتعليم هو المفتاح الأساسي لتمكين الفتيات والشباب من مواجهة التحديات التي قد تواجههم، ولتعزيز بيئة آمنة وصحية في المؤسسات التعليمية والمجتمع ككل.