تعد مدينة مراكش بفضل موقعها الاستراتيجي وثرائها الثقافي، من أهم وجهات السياحة في المغرب، ما يجعلها تستقطب ملايين الزوار سنويًا. ومع تزايد النشاط السياحي والتجاري في المدينة الحمراء، يواجه الأمن في مراكش تحديات جمة تتعلق بارتفاع معدلات الجريمة وصعوبة السيطرة عليها في بعض المناطق المعروفة. ورغم الجهود الأمنية المبذولة، يبدو أن المدينة لم تتمكن بعد من تحقيق الاستقرار الكامل في مواجهة الأنشطة الإجرامية التي تهدد سلامة المواطنين والزوار على حد سواء.
وتشهد مراكش في السنوات الأخيرة، تصاعدًا ملحوظًا في بعض أنواع الجرائم، مثل السرقات الصغيرة في الأماكن السياحية، والنشل في الأسواق الشعبية، حيث تعرض عدة زوار أجانب للسرقة و الاعتداء بمناطق مختلفة، زيادة على السرقات الكبرى التي تتعلق بالمخدرات والتهريب. أما ساحة جامع الفنا، التي تعد رمزًا من رموز المدينة، أصبحت نقطة محورية للعديد من حالات السرقات والنصب التي تؤثر بشكل مباشر على صورة المدينة أمام الزوار. ومع تزايد حالات الاعتداءات الصغيرة في المناطق السياحية والمنازل، أصبح الأمن في مراكش موضع تساؤل.
ولم تعد الجرائم الكبرى، مثل الاعتداءات المسلحة (أسلحة بيضاء) وجرائم القتل، نادرة في بعض أحياء المدينة، رغم الجهود الأمنية المبذولة للحد من هذه الظواهر. أما بالنسبة للجرائم المتعلقة بالمخدرات، فمازالت مراكش واحدة من المدن التي تشهد نشاطًا غير قانوني في هذا المجال، حيث أشارت عدة تقارير أمنية إلى وجود شبكات تهريب مخدرات من وإلى المدينة.
وبحسب إفادات مواطنين، فغالبا ما تكون الاستجابة الأمنية متأخرة أو غير كافية لمواجهة الجرائم التي تحدث بشكل مفاجئ. كما أن قلة التنسيق بين بعض الأجهزة الأمنية المحلية في مراكش تعيق فعالية التدابير المتخذة، مما يضعف قدرتها على التصدي لجميع أنواع الجرائم بشكل سريع وفعال. ما يبرز غياب التعاون الفعّال بين الأمن والمجتمع المدني كأحد العوامل التي تساهم في فشل استحواذ الجريمة.
رغم الجهود الأمنية المبذولة، فإن مراكش لا تزال تعاني من تحديات كبيرة في السيطرة على الجريمة بشكل كامل. ومع تزايد معدلات الجريمة في المدينة، من الضروري أن تعمل السلطات على تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تحسين التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتعزيز القدرات التكنولوجية والبشرية، فضلاً عن التعاون الفعّال مع المجتمع المدني. أما إذا تم اتخاذ خطوات حاسمة في هذا الاتجاه، فإن مراكش ستحقق الأمن والاستقرار اللذين يستحقهما مواطنوها وزوارها.