اهتزت ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش، يوم أمس الجمعة على وقع حادثة أثارت جدلاً واسعاً، تمثلت في اعتقال عون سلطة (مقدم) بتهمة تلقي رشوة، في إطار حملة مكافحة الفساد التي تشنها السلطات الأمنية بتنسيق مع النيابة العامة. هذه الحملة تأتي في وقت حساس، حيث تسعى السلطات إلى الحد من التجاوزات التي قد تؤثر سلبًا على صورة المدينة السياحية الأولى في المغرب.
وبحسب مصادر للجريدة، تم توقيف عون السلطة بعد كمين محكم، إثر شكاية تقدم بها أحد الباعة المتجولين (الفراشة). الشكوى كانت تتعلق بطلب عون السلطة مبلغاً مالياً مقابل التغاضي عن تجاوزات إدارية. ومن خلال التنسيق بين المشتكي والمصالح الأمنية، تم ضبط المشتبه فيه متلبسًا بتلقي المبلغ المالي.
ويُشير التقرير إلى أن الموقوف كان يستغل موقعه الوظيفي في الساحة الشهيرة، التي تُعتبر وجهة سياحية عالمية، لتسهيل المعاملات أو التغاضي عن بعض الإجراءات الإدارية، مما أثار استياء العاملين في الساحة وسكان المنطقة. ويُعتبر هذا الفعل تجسيدًا لمظاهر الفساد التي تسعى السلطات إلى مكافحتها، خاصة في مدينة تعتمد بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيسي للدخل.
وتشكل هذه الحادثة صفعة قوية للجهود المبذولة لتعزيز النزاهة والشفافية في المؤسسات العمومية، حيث يرى العديد من الناشطين المحليين أن مثل هذه السلوكيات تسهم في تعزيز الصورة السلبية عن الإدارة العمومية. كما يُعبّر السكان عن قلقهم من تأثير هذه الممارسات على الثقة بين المواطنين والسلطات، ما يضعف العلاقة بين مختلف الأطراف ويضر بسمعة المدينة على الصعيدين المحلي والدولي.