في خطوة تضامنية هامة، قام وفد من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش بزيارة ثانية للعمال المنجميين المعتصمين أمام منجم “الدرع الأصفر”، التابع لمجموعة شركة “مناجم”. وذلك في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه هؤلاء العمال بعد أن تخلت عنهم شركة المناولة “طوب فراج” التي كانت تعمل لصالح الشركة الأم “مناجم” لفترة طويلة.
وقد أظهرت التحقيقات أن شركة “طوب فراج”، التي كانت تقوم بخدمات المناولة لصالح شركة “مناجم”، تخلت عن العمال بشكل مفاجئ، بعد سنوات من العمل الشاق والاستغلال، وترفض بشكل قاطع تمكينهم من مستحقاتهم المالية، بما في ذلك الأجور المتأخرة والتعويضات المستحقة عن سنوات العمل. كما ترفض الشركة دفع مستحقات هؤلاء العمال تجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهو ما يفاقم معاناتهم.
وفي خطوة مفاجئة أيضًا، أظهرت التحقيقات أن شركة “مناجم” الأم، رغم مسؤوليتها عن تشغيل المنجم، لم تقم بما يلزم لحماية حقوق العمال، بل إن دفتر التحملات المبرم بينها وبين شركة “طوب فراج” لم يتضمن أي ضمانات لحقوق العمال.
منذ خمسة أشهر، يعيش العمال وعائلاتهم في وضع اجتماعي متأزم، حيث انزلقوا إلى حافة الفقر. ورغم المحاولات المختلفة لإيجاد حلول لهذا النزاع، بما في ذلك الحوار تحت إشراف السلطة المحلية من خلال اللجنة المحلية لحل نزاعات الشغل، لم تُحرز هذه الجلسات أي تقدم يذكر. بل على العكس، عادت القضية إلى اللجنة المحلية التي قدمت مقترحات بعيدة تمامًا عن تلبية المطالب العادلة والمشروعة للعمال.
وفي هذا السياق، تؤكد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن مطالب العمال المنجميين ليست مجرد مطالب شخصية، بل هي حقوق مكفولة بقوة القانون، تتعلق بعقود العمل ومدة العمل وطبيعة العمل، وهي حقوق تضمنها التشريعات الوطنية والدولية. وتدعو الجمعية شركة “مناجم” إلى تحمل مسؤولياتها في تسوية هذا النزاع والعمل على ضمان حقوق العمال، بما في ذلك ضمان عودتهم إلى العمل مع الاحتفاظ بجميع المكاسب التي حققوها من خلال عملهم الجاد والمثمر.
وتجدد الجمعية مطالبها بضرورة تحرك عاجل لحل هذه الأزمة والوفاء بحقوق العمال الذين ساهموا في بناء أرباح هذه الشركة، كما تكرر دعوتها لجميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية اللازمة لحقوق هؤلاء العمال.
