يعاني سكان جماعة أغمات، التي يبلغ عددهم حوالي 28,000 نسمة حسب الإحصاء الأخير، من نقص شديد في الخدمات الصحية الأساسية بسبب ضعف التجهيزات والمرافق في المركز الصحي المحلي. هذا المركز، الذي يُعتبر الوحيد في المنطقة، لا يتناسب مع حجم السكان المتزايد ولا يلبي احتياجاتهم الصحية في ظل الظروف الراهنة.
ويواجه المركز الصحي بأغمات العديد من المشاكل الهيكلية والتنظيمية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الرعاية الصحية المقدمة. ووفقًا للمعايير العالمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، ينبغي أن يتوفر لكل 1000 نسمة 2.5 طبيب و 4.5 من الأطر الصحية. إلا أن هذا المعيار غير متوفر بمركز أغمات، حيث يعاني المركز من نقص حاد في الأطباء والممرضين، مما يسبب اكتظاظًا شديدًا في أوقات الذروة، ويجبر المرضى على الانتظار لفترات طويلة للحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
الأمر الذي يفاقم من معاناة السكان هو عدم توفر المداومة الصحية الليلية، مما يجعل من الصعب تقديم العناية الطبية الفورية في الحالات الطارئة، خصوصًا بالفترات الليلية. كما أن المركز يفتقر إلى العديد من المرافق الأساسية مثل جناح خاص لتوليد النساء، وهو ما يدفع العديد من النساء الحوامل إلى التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المستشفيات في مدن أخرى.
وتزداد معاناة سكان منطقة أغمات بشكل خاص في فصل الصيف، حيث تتكاثر الحشرات السامة مثل العقارب، مما يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين. ورغم أن المركز الصحي يتوفر على مساكن وظيفية، إلا أن غياب الطاقم الطبي المتخصص والمعدات اللازمة يجعل من المستحيل تقديم العناية الصحية اللازمة في مثل هذه الحالات الطارئة.
تدفع هذه الظروف العديد من السكان إلى البحث عن حلول بديلة، مثل التنقل إلى المراكز الصحية في المدن المجاورة أو اللجوء إلى الطرق التقليدية لعلاج الأمراض، مما يعرّضهم لمخاطر صحية أكبر.
وبحسب بعض الفعاليات الجمعوية فالمركز الصحي بالجماعة السالفة الذكر لا يؤدي الدور المنوط به في تقديم خدمات صحية متكاملة للسكان. وكما يطالب العديد بإنشاء مركز صحي جديد ومتطور يتناسب مع احتياجات المنطقة وسكانها، على غرار المراكز الصحية التي تم إنشاؤها في جماعات أخرى في المغرب.