في موعد أدبي ثقافي مائز من المستوى الرفيع، احتضنت مدينة مراكش بعد زوال يوم الأربعاء 19 مارس 2025، حفل توقيع كتاب “سوانح ورؤى ” للاستاذ محمد تكناوي ، من تنظيم جمعية موظفات وموظفي الأكاديمية الجهوية للتربية التكوين لجهة مراكش اسفي ، بشراكة مع إدارة الأكاديمية .
و تميز الحفل الذي افتتحه الاستاذ مولاي أحمد الكريمي، بحضور وجوه بارزة في الساحة الأدبية والفكرية على المستوى الوطني و العربي ، “الدكتور محمد ايت لعميم، – الشاعر والاعلامي ياسين عدنان – الدكتور عبد الكبير الميناوي، – الدكتور رحمن خضير عباس العراقي المغترب بكندا-الفاعل التربوي والثقافي هشام العباس، و الفاعلة الجمعية الامريكية السيدة Meriam montague الرئيسة التنفيذية لمنظمة project soar .
ناهيك عن لفيف من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي بمدينة مراكش.
و سوانح ورؤى كما ورد في مداخلة مؤلفه ليس مجرد كتاب من القطع المتوسط في ازيد من 220 صفحة ويتكون من عدد معين من المقالات موزعة على خمسة سوانح بقدر ما هو فكرة نبتت واختمرت في ذهنه لتنموا هي أيضا وتتناسل أفكارا تلو أفكار وهي تجسد حقبة زمنية آو بالأحرى حقب زمنية عاشها بكل ما فيها تجادبات واكتنافات، إنها نبض حياة لا يتوقف عند نسيج أو نسق ما، لكنه يتجاوز ذلك ليمضي مواكبا للحالات الانسانية المختلفة، قد يمكن اعتبارها ومضات لكنها ومضات مليئة وثرية بالمعاناة وبالاشتباك مع اليومي ومع الفضاء العام ومع الناس البسطاء كي يقتحموا ولا يقفوا عند الحدود الناعمة الساذجة للحياة.
الكتابة يؤكد محمد تكناوي هي وجهة نظر لا نظريات طالما أن النظرية شيء محسوم لا جدال فيه أما وجهة النظر فشيء أخر، هي تجلي وتجربة في الحياة الإنسانية بانتكاساتها واشراقاتها.
فسوانح الكتاب تضع القارئ على حافة التأهب والاستعداد فلكي تقراه لابد ان تحتشد بكل قواك الذهنية والوجدانية وبكل ما تملك من خلفية ثقافية وفكرية وسياسية حتى تغوص في ما وراء الكلمات والرموز والإشارات والتلميحات،
قد يكون مجموع السوانح اعتمد بنية سردية تقليدية الى حد ما ولكن ذلك في معالجة فنية راقية من خلال استخدام تيار الوعي وأسلوب التداعيات وتداخل الأزمنة والاستعانة بالرمز والأسطورة والمواريث الثقافية الشعبية في تعزيز نصوصه دون ان يتنازل يؤكد محمد تكناوي وهو يعنى بتطوير أدواته عن رغبته في التغيير، مقالات تكمن قوتها ايضا في انفتاحها على عمق وفضاء لكاتب لم يتناسى جدوة الفاعل التربوي الكامنة فيه.
مقالات كتاب، ” سوانح ورؤى” تتميز بطغيان الرؤية الإنسانية على الرؤية النقدية كما تنم عن رغبة شرسة في التصادم مع الواقع وتغييره، مقالات تقر بأنه لا أهمية لما نقول إلا إذا عرفنا كيف ومتى نقوله لا تعنى بالحديث عن القضايا التي يثيرها الرأي العام وإنما القضايا المسكوت عنها القضايا التي لا نجرؤ عادة على النظر إليها.
سوانح ورؤى هو كتاب او لنقل تجميع يحيل ايضا على ما يكتسيه من اهمية باعتباره فسيفساء تبوح بالوان الرفض التي يمتزج فيها الافتراضي بالممكن والادبي بالتربوي بالثقافي عمادها التعمق والمشاهدة في عالم مليء بالمفارقات والضلال، اسلوب يمتح من عنفوان الجرأة الممهور ببهارات الكلمة المنفلتة من عقال التغريب في صور انسيابية تسعى إلى حمل القارئ وجعله يغوص فيما بين سطور المقالات .
كتاب سوانح ورؤى يؤكد محمد تكناوي ، هو تذكرة سفر وجواز مرور الى الواقع المتحرك المتجدد الغليان هو سفر الى اعماق الانسان الغامضة والمبهمة هو انتقال من الواقع الى ما وراء الواقع ومن الحكي البسيط الى روح الحكاية في فلسفتها وارتباطها بالمحسوس والمتخيل وباليومي والتاريخي.
هذا الحفل الباذخ اسدل الستار عليه بجلسة توقيع، أتاحت للحضور فرصة التحاور حول بعض القضايا الأدبية والتربوية التي يثيرها الكتاب.
