برنامج فرصة ثانية للجيل الجديد يعيد الأمل لمستفيدي مراكز طب الإدمان بمراكش

نجحت جهة مراكش آسفي بمديرية مراكش في إطلاق تجربة رائدة في مجال الإدماج التربوي والاجتماعي لضحايا سلوكيات الإدمان وأسرهم، من خلال برنامج “فرصة ثانية للجيل الجديد”، الذي تشرف عليه مراكز طب الإدمان بمراكش التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عمالة مراكش، جمعية “باركا إدمان”، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويأتي هذا البرنامج في إطار المخطط السنوي لمراكز طب الإدمان بالمدينة، الذي يهدف إلى استقطاب ومواكبة ضحايا سلوكيات الإدمان وأسرهم، ليس فقط على المستوى الصحي، بل أيضا عبر تمكينهم من فرص جديدة للاندماج التربوي والاجتماعي والمهني.
بفضل الشراكة الاستراتيجية بين جمعية “باركا إدمان” والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بعمالة مراكش، تمكن نحو 60 مستفيدا من مراكز طب الإدمان وأسرهم من إعادة الاندماج في المسار الدراسي ببرنامج متكامل والمشاركة في اجتياز امتحانات السنة الثالثة إعدادي في إطار مدرسة الأمل الملاح، التي تعد نموذجا دراسيا رائدا حقيقيا لـ”الفرصة الثانية” التي يتطلع لها العديد من الشباب هذا وقد تميز البرنامج بتأطير تربوي وصحي واجتماعي وقانوني متكامل، أشرف عليه طاقم متخصص تابع لجمعية “باركا إدمان” باقطاب المواكبة الاجتماعية وأطر الاقطاب الطبية التابع لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية عمالة مراكش وبتأطير من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عمالة مراكش، في خطوة جسدت رؤية متقدمة تعتبر الإدمان مرضًا يستدعي الدعم وليس الإقصاء، والضحية إنسانًا يستحق الفرصة لا التهميش مع شراكات متكاملة من أجل إدماج فعلي في دعم مباشر لهذه التجربة، خصصت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية طواقم مختصة في الطب النفسي للأطفال وطب الإدمان لتأطير المستفيدين، فيما انخرط شركاء من القطاع الخاص ومعاهد عليا ومقاولات في توفير مقاعد للتكوين والتأهيل المهني، بما يضمن استمرارية المسار الإدماجي للمستفيدين بعد تعافيهم وتعد هذه المبادرة غير المسبوقة أول تجربة رسمية على مستوى الجهات في المغرب يتم فيها إدماج هذه الفئة داخل منظومة التربية والتكوين، مما منح جهة مراكش آسفي الريادة في هذا المجال وجعل من البرنامج نموذجا يحتذى به ومرجعا للسياسات العمومية في مجال الإدمان وإعادة الإدماج.

جمعية “باركا إدمان”، باعتبارها الفاعل المدني المواكب ميدانيا لحالات الإدمان بمدينة مراكش والمكلفة بتسيير الاقطاب الاجتماعية بمراكز طب الإدمان بمراكش التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، كانت في صلب هذا الرهان الوطني، حيث تكفلت باحتضان البرنامج داخل مراكز طب الإدمان بإرادة قوية وتسخير كل إمكانياتها البشرية واللوجستيكية لإنجاح هذه المبادرة الطموحة.

وإن البرنامج جاء لتأكيد أن لكل مواطن الحق في بداية جديدة وأن الأمل ممكن حين تلتقي الإرادة مع الرؤية والمواكبة الفعلية بأفق واعد فبنجاح هذه التجربة يفتح الباب أمام تعميمها في باقي جهات المملكة، ويكرس المقاربة الإنسانية المتقدمة في معالجة ظاهرة الإدمان، عبر دمج البعد التربوي والاجتماعي والاقتصادي، بدل الاقتصار على الجانب العلاجي فقط ويتأمل الأطراف المنظمة في أن يشكل هذا البرنامج نواة لسياسة وطنية مندمجة لإعادة الإدماج التربوي والمجتمعي للمتعافين من الإدمان، خاصة فئة اليافعين الذين فقدوا فرصهم الدراسية سابقا.