يعيش السوق اليومي بمدينة أمزميز على وقع فوضى بيئية وصحية تنذر بعواقب خطيرة. حيث تحول هذا الفضاء الذي يفترض أن يكون مركزا للتبضع اليومي إلى نقطة سوداء تختزل فيها مظاهر الإهمال، وتفيد البيانات أن بالوعات الصرف الصحي تستعمل كمطارح عشوائية لرمي مخلفات الدواجن من ريش وأمعاء ورؤوس وأطراف دون أي احترام لشروط النظافة والسلامة الصحية.
ورغم تواجد شاحنة لجمع النفايات بالسوق لساعات طويلة، فإن تدخلاتها تظل محدودة الأثر بسبب غياب استراتيجية واضحة لمعالجة مكامن الخلل. فالمشكل لا يكمن فقط في تراكم الأزبال، بل في غياب هيكلة تنظيمية حقيقية تضمن التدبير السليم لمخلفات الأنشطة اليومية خاصة المرتبطة باللحوم البيضاء التي تتطلب شروطا صارمة من حيث النظافة والتعامل مع النفايات.

هذه الوضعية الشاذة لا تشكل فقط مصدر إزعاج بصري وروائحي للزوار والباعة، بل تمثل خطرا صحيا حقيقيا بالنظر إلى احتمال انتشار الحشرات والروائح الكريهة، وتفاقم الأوضاع خلال فصل الصيف، ما قد يفتح الباب أمام أمراض متنقلة عبر النفايات والجراثيم. كما أن استعمال بالوعات الصرف لرمي مخلفات الذبح يشكل تهديدا صريحا لشبكة الصرف نفسها، وقد يؤدي إلى انسدادها أو تلوثها ما يفاقم الأضرار ويصعب معالجتها لاحقا.
الوضع يطرح علامات استفهام عديدة حول نجاعة السياسات المحلية ومدى التزام المسؤولين عن الشأن العام في ضمان بيئة سليمة تحترم كرامة المواطن وتوفر له ظروفا صحية سليمة لمزاولة نشاطه التجاري أو التسوق. كما يسلط الضوء على غياب لجان المراقبة وضعف تدخلات الجهات المعنية سواء الجماعة الترابية أو السلطات الصحية في فرض احترام القانون والتنظيم داخل الفضاءات العمومية.
أمام هذه الكارثة البيئية، يطالب عدد من المهنيين والفاعلين الجمعويين بتدخل عاجل لإعادة تأهيل السوق اليومي وإعادة تنظيمه وفق معايير تضمن النظافة والسلامة مع توفير مرافق مناسبة للتخلص من النفايات الحيوانية وتشديد المراقبة على الأنشطة المرتبطة بالذبح والبيع للحفاظ على صحة المواطنين وصورة المدينة.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.