في وقت تتصاعد فيه المخاطر التي تهدد ساكنة المناطق الجبلية بإقليم الحوز نتيجة الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية المفاجئة، يطفو إلى السطح سؤال مؤرق: من المسؤول عن إقبار مشروع الإشعار المبكر الذي كان من شأنه أن يحمي الأرواح والممتلكات والمحاصيل الزراعية؟
وكان المشروع الذي تقدم به مركز التنمية لجهة تانسيفت يقوم على تجهيز المناطق المهددة بالفيضانات بآليات متطورة للإشعار عن بعد، مع تكوين أطر من الجمعيات المحلية خاصة في القرى الجبلية، لتمكينها من ربط هذه الأجهزة مباشرة بوكالة الحوض المائي والسلطات المحلية وقوات التدخل السريع، بما يسمح بالتدخل المبكر وتقليل الخسائر.
وأوضح أحمد الشهبوني لجريدة كِشـTV، أن فريقا من المهندسين المختصين في مجال المياه وأساتذة جامعيين خبراء في التغيرات المناخية ساهموا في إعداد المشروع، الذي حظي بدعم كل من عامل إقليم الحوز ومدير وكالة الحوض المائي، في إشارة إلى جديته وقابليته للتطبيق الفوري.
ورغم القيمة العلمية والعملية للمبادرة، ظل المشروع حبيس الأدراج، دون أي رد أو خطوة عملية نحو التنفيذ. الأمر الذي يثير علامات استفهام حول مدى استعداد الجهات المسؤولة لتبني حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة التغيرات المناخية.
وختم الشهبوني الرئيس السابق للمركز، بالتنبيه إلى أن الفيضانات والكوارث الطبيعية لم تعد تهديدا نظريا، بل أصبحت واقعا يعيشه عدد من المناطق المغربية، مما يستدعي تضافر جهود السلطات والفاعلين المحليين والمجتمع المدني، لوضع آليات استباقية تحمي السكان وتقلل الخسائر قبل أن تقع الكارثة.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
