أيوب لمزوق
في خضم التحولات العالمية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالعالم، يتطلع الشباب إلى غدٍ أكثر إشراقاً، مدفوعين بأمل وطموح عالٍ نحو التغيير والإصلاح. فهم يرون في الإصلاح ليس مجرد حاجة، بل ضرورة ملحة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية.
في البداية، لابد من الإقرار بأن المغرب قد حقق خطوات مهمة نحو التنمية، ولكن مازال هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى معالجة جذرية. ومن بين هذه القضايا، يبرز تعزيز التعليم كأولوية قصوى. فالشباب المغربي يدركون تماماً أن تحسين جودة التعليم وتحديث المناهج الدراسية يمكن أن يكونا مفتاحاً لبناء جيل مؤهل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
كما أن تعزيز فرص العمل للشباب يعتبر مسألة حيوية. إن الاقتصاد الوطني بحاجة إلى تنويع مجالاته وتطوير قطاعات جديدة قادرة على استيعاب الطاقات الشابة. وهذا يتطلب من السياسات الحكومية أن تكون أكثر استجابة لاحتياجات السوق وأن تدعم المبادرات الشبابية والابتكار.
من جهة أخرى، يؤكد الشباب على أهمية تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، فالمجتمع المتحضر لا يمكن أن يزدهر في ظل بيئة فاسدة وغير نزيهة. الشفافية وبناء الثقة بين المؤسسات والمواطنين هي الأسس التي يقوم عليها أي إصلاح حقيقي وفعال.
أخيراً، لابد من دعم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهي تعزز من مشاركتهم في صنع القرار وتسمح لهم بالتعبير عن آرائهم والمساهمة في تشكيل المستقبل الذي يريدونه.
إن الشباب المغربي، بقدر ما هم على دراية بالتحديات، هم أيضاً على استعداد لاغتنام الفرص وتحمل المسؤولية. هم يحملون في جعبتهم طموحات كبيرة وأفكاراً مبتكرة، ويأملون في أن يتعاون الجميع، من مؤسسات حكومية ومدنية وقطاع خاص، لتحقيق الإصلاح المنشود وبناء مستقبل مشرق للمغرب.