بقلم محمد خلوقي.
النار على اختلاف قوتها ومصادرها ، على مر الازمان ، لم ولن تفارق عيش الانسان ، فكل يطلبها بمقدار الحاجة اليها ، بل يبحث و يُبدع وسائل كثيرة ، تساهم في وجودها وتمَلُّكِها .
وهكذا اعتقد (التتار )المعاصرون ،أنهم وحدهم من ملَك النار ، وجمع قوتها الظاهرة والخفية ، لكنهم اليوم استفاقوا على كابوس مخيف ، بان فكرة الامتلاك والتمَلُّك المطلق ، هي مجرد وهم ظريف ، ومنطق ضعيف ، وتبينت لهم حقيقة زعمهم المغلوط ، وتكشَّقت ملامح قوتهم المزعومة ، فنتج عن هذا الواقع ، سرعة وصراع التتار -كعادتهم -لإنهاء ازمة هذا الوهم ، قصد حفظ بقايا صورة وجودهم المدسوس والمغروس الذي زُرع بكل اشكال النصب والغصب والاحتيال ، فبادر التتار الجدد الى إشعال النار في الاخضر واليابس ، لان طبيعتهم في البقاء اوالرخاء وحتى في الشقاء مقرونة دائما بصور الحرق والاحراق ،
والتخويف والتجويع والاغراق ، ولذلك لا نستغرب عشق التتار باستمرار الى إشعال النار ، وتقديس قوتها ، وتمويل مصادر الفتن والدمار ، وفي نفس الوقت ،لا يجب ان يغيب عن مداركنا ومعتقدنا ان (التتار )يخافون ان هذه النار اذا ما امتلكها غيرهم فسينتج عنها نهايتهم ومهلكتهم .
ولهذا واهمٌ من يعتقد ان همجية وجبروت هؤلاء الاشرار -من بني التتار – سيُوقفها النصح والارشاد والتحذير والانذار ، لانهم قوم لا يردُّهم سِلْم او سلام ، ولاينفع معهم كلام أو إعلام ، بل تُخيفهم وتُرعبهم وتوقفهم لغة النار .
وليعلم (التتار )أن لكل إنسان حظه وحقه من هذه النار .