“النار والتتار “

Boubker BAROUD21 أغسطس 2024 مشاهدة
“النار والتتار “

بقلم محمد خلوقي.

النار على اختلاف قوتها ومصادرها ، على مر الازمان ، لم ولن تفارق عيش الانسان ، فكل يطلبها بمقدار الحاجة اليها ، بل يبحث و يُبدع وسائل كثيرة ، تساهم في وجودها وتمَلُّكِها .
وهكذا اعتقد (التتار )المعاصرون ،أنهم وحدهم من ملَك النار ، وجمع قوتها الظاهرة والخفية ، لكنهم اليوم استفاقوا على كابوس مخيف ، بان فكرة الامتلاك والتمَلُّك المطلق ، هي مجرد وهم ظريف ، ومنطق ضعيف ، وتبينت لهم حقيقة زعمهم المغلوط ، وتكشَّقت ملامح قوتهم المزعومة ، فنتج عن هذا الواقع ، سرعة وصراع التتار -كعادتهم -لإنهاء ازمة هذا الوهم ، قصد حفظ بقايا صورة وجودهم المدسوس والمغروس الذي زُرع بكل اشكال النصب والغصب والاحتيال ، فبادر التتار الجدد الى إشعال النار في الاخضر واليابس ، لان طبيعتهم في البقاء اوالرخاء وحتى في الشقاء مقرونة دائما بصور الحرق والاحراق ،
والتخويف والتجويع والاغراق ، ولذلك لا نستغرب عشق التتار باستمرار الى إشعال النار ، وتقديس قوتها ، وتمويل مصادر الفتن والدمار ، وفي نفس الوقت ،لا يجب ان يغيب عن مداركنا ومعتقدنا ان (التتار )يخافون ان هذه النار اذا ما امتلكها غيرهم فسينتج عنها نهايتهم ومهلكتهم .
ولهذا واهمٌ من يعتقد ان همجية وجبروت هؤلاء الاشرار -من بني التتار – سيُوقفها النصح والارشاد والتحذير والانذار ، لانهم قوم لا يردُّهم سِلْم او سلام ، ولاينفع معهم كلام أو إعلام ، بل تُخيفهم وتُرعبهم وتوقفهم لغة النار .
وليعلم (التتار )أن لكل إنسان حظه وحقه من هذه النار .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق