مشروع التعليم الأولي: جهود دولية ومحلية لتعزيز جودة التعليم في المناطق الهشة

Boubker BAROUD26 نوفمبر 2024 مشاهدة
مشروع التعليم الأولي: جهود دولية ومحلية لتعزيز جودة التعليم في المناطق الهشة

في إطار التعاون الدولي بين المملكة المغربية وإمارة موناكو، شهد قطاع التعليم الأولي في إقليمي الحوز واليوسفية دفعة قوية، حيث قام وفد رفيع المستوى من مديرية التعاون الدولي لإمارة موناكو (DCI Monaco) بزيارة تفقدية لمتابعة سير مشروع التعليم الأولي الذي يشرف عليه مركز التنمية لجهة تانسيفت. تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية بهدف تحسين وتطوير التعليم الأولي في المناطق الهشة للمساهمة في تحقيق إصلاحات جوهرية في النظام التعليمي بالمغرب.

في يوم الإثنين 25 نونبر 2024، قام وفد مكون من ثلاث مسؤولين بارزين في مديرية التعاون الدولي لإمارة موناكو بزيارة تفقدية للمشاريع التي يشارك في تمويلها ودعمها. ضم الوفد كل من السيدة Émile Silvestre، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسيدة Élodie Martin، مسؤولة البرامج في المغرب ولبنان، والسيدة رجاء سليماني، منسقة التعاون في المغرب. وقد كانت الزيارة فرصة لمتابعة سير العمل في وحدات التعليم الأولي التابعة للمدارس الجماعاتية في جماعة رأس العين و جماعة اطياميم.

استقبل الوفد السيد يوسف أيت حدوش، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة باليوسفية، ورافقه فريق تربوي من المديرية الإقليمية، إضافة إلى مديري المؤسستين التعليميتين المشرفتين على البرنامج. كما كان هناك حضور لفريق مركز التنمية لجهة تانسيفت بقيادة عبد القادر مخلص و عبد العزيز السيدي، اللذين يشرفان على تنفيذ المشروع.

يعد مشروع التعليم الأولي في إقليمي الحوز واليوسفية جزءًا أساسيًا من الجهود الرامية إلى تحقيق إصلاحات هيكلية في القطاع التعليمي بالمغرب. يهدف المشروع إلى تحسين مستوى التعليم من خلال تقديم تعليم أولي ذا جودة عالية للأطفال في المناطق الهشة، بما يساهم في ترسيخ الكفايات الأساسية لديهم، مما يسهم في تحسين جودة التعليم على المدى البعيد.

ووفقًا لما ذكره المسؤولون المحليون والدوليون خلال الزيارة، يعتبر التعليم الأولي من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تعمل الحكومة المغربية على تعزيزها في إطار خارطة الطريق 2022-2026، التي تهدف إلى ضمان أن جميع الأطفال المغاربة يحصلون على تعليم ذو جودة ابتداءً من مرحلة التعليم الأولي. ويهدف المشروع إلى تحقيق الزامية التعليم، بما يعزز فرص الأطفال في الحصول على فرص تعليمية متساوية، ويكافح التسرب المدرسي.

يركز المشروع على تطوير أنشطة التفتح والمواطنة التي تشمل مسرح، حكاية، لعب، فنيات تشكيلية، موسيقى، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية وتعليمية أخرى تساهم في تطوير مهارات الأطفال بشكل شامل. يهدف ذلك إلى تحفيز الأطفال على التعلم من خلال أساليب مبتكرة تجعل العملية التعليمية أكثر متعة وتفاعلية، مما يعزز القدرات العقلية والإبداعية لدى الناشئة.

وأشار السيد يوسف أيت حدوش إلى أهمية التكوين المستمر للمربين والمربيات، مؤكداً على ضرورة رفع مستوى التأهيل في مجال التعليم الأولي. ووفقًا للتوجيهات الوطنية، يجب أن يكون التكوين المستمر جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر، مما يضمن أن يتلقى مربو التعليم الأولي التدريب اللازم وفق أحدث الأساليب البيداغوجي

من جانبها، أكدت مديرية التعاون الدولي لإمارة موناكو على أهمية تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية في المشروع، بما في ذلك السلطات المحلية والمؤسسات التعليمية والشركاء الدوليين. وقد تم التأكيد على ضرورة تعبئة كافة الفاعلين المحليين من أجل إنجاح المشروع، مع التركيز على التعاون المستدام لضمان استمرارية البرنامج وتوسيع نطاقه ليشمل مناطق أخرى في المغرب.

وأشار الوفد إلى أن الهدف النهائي هو تحقيق التعليم الشامل الذي يضمن العدالة التعليمية لجميع الأطفال في مختلف المناطق، بما يتماشى مع القانون الإطار 17-51، الذي يعد مرجعًا أساسيًا في إصلاح قطاع التعليم المغرب.

وتزامن الوفد مع اليوم العالمي للطفل، حيث قام فريق مركز التنمية لجهة تانسيفت بزيارة وحدة التعليم الأولي للأجيال الصاعدة في حضانة أحمر للأطفال المتخلى عنهم، التي تستفيد من المشروع. خلال الزيارة، تم توزيع لوازم مدرسية وألعاب تربوية، مما أسعد الأطفال وأضفى أجواء من الفرح والسرور في نفوسهم.

في ختام الزيارة، تم التأكيد على أهمية تعبئة كافة الفاعلين المحليين لضمان نجاح هذا المشروع الذي يُعتبر ورشة وطنية تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة من خلال تحسين جودة التعليم الأولي في المناطق التي تحتاج إلى اهتمام خاص. وعبر المسؤولون عن التزامهم المستمر في توفير الدعم اللازم لتنفيذ المشروع بما يحقق أهدافه الاستراتيجية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق