شهدت الثانوية التأهيلية “سيدي عبد الرحمان” بالحي الحسني بمدينة مراكش، مساء الخميس 28 نونبر 2024، حادثًا مثيرًا للذعر داخل أسوارها، حيث اقتحم شخص غريب عن المؤسسة في حالة غير طبيعية بسبب تأثير الخمر أو المخدرات، مما تسبب في حالة من الفوضى والارتباك بين التلاميذ والأطر التعليمية والإدارية.
ووفقًا لمصادر جريدة “كِش تيفي”، فإن الشخص المعتدي بدأ بتوجيه الشتائم والتهديدات والقيام بتصرفات عدوانية ضد الجميع داخل المدرسة، ما أدى إلى حالة من الذعر لدى التلاميذ، وتسبب في تعطيل الأنشطة التعليمية بشكل كامل. كما أقدم المقتحم على التحرش بتلميذات في محيط المؤسسة، مما زاد من حدة الموقف وتصعيد الاعتداءات.
وأمام محاولاته العنيفة للاعتداء على الحارس الأمني، تمكن المعتدي من اقتحام المدرسة بالقوة بعد أن اعتدى على حارس الأمن، رغم محاولات الأخير التصدي له. ورغم أن الحارس تمكن من الاحتفاظ بالمعتدي في انتظاره حتى وصول الشرطة، إلا أن الاتصال بالشرطة المدرسية لم يسفر عن أي استجابة، ما جعل إدارة المدرسة تقوم بالاتصال على الرقم 19 للطوارئ، دون جدوى. ونتيجة لذلك، اضطر أحد الأطر التعليمية للتوجه إلى الدائرة الأمنية شخصيًا لتأمين القبض على الشخص المقتحم.
وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع المنارة مراكش، قد أبدت في وقت سابق عن استياءها من تفشي ظاهرة العنف والتحرش الجنسي ضد التلاميذ في محيط المؤسسات التعليمية. وقد تلقت الجمعية العديد من الشكاوى من أولياء الأمور وجمعيات الآباء التي تحذر من التدهور الأمني الذي يعاني منه العديد من المدارس.
وفي هذا السياق، طالبت الجمعية بتفعيل اتفاقية الإطار الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني في شتنبر 2024، التي تهدف إلى تعزيز الأمن داخل المؤسسات التعليمية وتوفير بيئة آمنة للتلاميذ. كما دعت إلى ضرورة إنشاء آليات تواصل سريعة وفعالة بين إدارات المؤسسات التعليمية والشرطة المدرسية لضمان التدخل الفوري والفعال في حالات الطوارئ.
من جهتها، شددت الجمعية على أهمية التعاون بين الهيئات الحقوقية والسلطات المحلية في تعزيز التربية على حقوق الإنسان والوقاية من السلوكيات الضارة التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للتلاميذ. وأكدت الجمعية على ضرورة توفير الحماية الكاملة للتلاميذ من كافة أشكال العنف والتحرش داخل أسوار المدارس، مما يتطلب تدخلًا حاسمًا من جميع الأطراف المعنية.