رفع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) من وتيرة مراقبته لجودة زيت الزيتون ومشتقاته في جهة بني ملال – خنيفرة، وذلك مع انطلاق موسم عصر الزيتون في المنطقة. حيث يواصل المكتب، من خلال مصلحة مراقبة المنتجات ذات الأصل النباتي، تنفيذ زيارات ميدانية مفاجئة إلى وحدات إنتاج وتعبئة زيت الزيتون، بهدف التأكد من احترام معايير الصحة والسلامة المعمول بها وضمان مطابقة الزيوت المعروضة للبيع للمعايير القانونية.
وتركز مراقبة الأونسا، بالتنسيق مع الشرطة البيئية والدرك الملكي، على التحقق من صحة التراخيص الصحية الممنوحة للمصانع والوحدات الإنتاجية، إضافة إلى أخذ عينات من الزيوت المتوفرة في الأسواق لفحصها مخبريًا. ويتم فحص العينات للتأكد من مطابقتها للمعايير المتعلقة بالجودة والتصنيع السليم، فضلاً عن رصد شروط وطرق العصر ونظافة المنشآت وجودة المواد الخام.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد محمد النماوي، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ببني ملال – خنيفرة، أن المكتب يولي اهتمامًا خاصًا بمراقبة الرقم التعريفي لكل منتج، ما يسمح بتتبع مصدر الزيت في حال وقوع أي شكاوى من المستهلكين. وأضاف النماوي أن الأونسا يأخذ عينات من الزيوت المعروضة للبيع، ويقوم بتحليلها مخبريًا للتأكد من عدم اختلاطها بمنتجات أخرى قد تضر بالصحة.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه جهة بني ملال – خنيفرة زيادة ملحوظة في إنتاج زيت الزيتون، حيث يتوقع أن يصل الإنتاج هذا العام إلى حوالي 96 ألف طن، بزيادة تقدر بـ 18% مقارنة بموسم 2023 الذي سجل 81 ألف طن. ويُعتبر هذا الارتفاع في الإنتاج فرصة لتعزيز مكانة الزيت الزيتون المحلي، لكن في ذات الوقت يفرض ضرورة مراقبة الجودة بشكل دقيق لضمان أصالة المنتج وحماية سمعة المنطقة.
ومن جانبه، شدد عبد الكريم الناجي، رئيس جمعية “الكرامة”، على أهمية لجان المراقبة في ضمان جودة زيت الزيتون وحمايته من التلاعبات، معتبراً أن هذه الزيارات الميدانية لا تقتصر فقط على ضمان مطابقة الزيت للمعايير الصحية، بل أيضًا على حماية سمعة زيت الزيتون المنتج في جهة بني ملال – خنيفرة، الذي يتمتع بسمعة طيبة في السوق المحلية والدولية.
