يعتبر ممر “البرانس” مداخلاً أساسياً لساحة جامع الفنا الشهيرة بمدينة مراكش، ووجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من كل أنحاء العالم. إلا أن الصورة المرفقة، التي تظهر هذا المدخل الذي يُفترض أن يكون نقطة جذب سياحية وأثرية، أصبح يعكس واقعاً مختلفاً تماماً عن الصورة المثالية التي قد يتخيلها أي زائر. فبدلًا من أن يكون مدخلاً منظمًا ومناسبًا للسياحة، يُظهر المشهد وضعًا مؤسفًا يتطلب معالجة سريعة وفعّالة.
في الصورة، يظهر العديد من الأشخاص جالسين على “المتاريس” الموجودة بمدخل ممر “البرانس”، وهو مشهد يعكس التدهور الاجتماعي الذي تعاني منه بعض مناطق مراكش. فهذه “المتاريس”، التي كان من المفترض أن تكون جزءًا من البنية التحتية لتنظيم حركة المرور، أصبحت مكاناً لتجمع الأشخاص الذين يعانون من التشرد أو البطالة. ناهيك عن انتشار الأوساخ في المكان، مما يشوه الصورة العامة لهذا الممر السياحي.
أكثر ما يثير القلق في هذا المشهد هو ما يظهره من متشردين وبائعي السجائر بالتقسيط بجانب “المتاريس” الذين اختاروا هذا المدخل البارز كمكان للنوم أو البيع. مع غياب كلي لدور السلطات المعنية لإزالة الجدار الإسمنتي الذي يشوه المنطقة الساحية.
والأهم من ذلك، أن هذه الصورة، التي تبرز مشهدًا من الإهمال الاجتماعي والبيئي، تثير تساؤلات حول كيفية إدارة المناطق السياحية التي تمثل مراكش على الساحة العالمية. فمن جهة، يعكس ممر “البرانس” تاريخاً ثقافياً عريقاً يمتد لقرون، و من جهة أخرى، يظهر اليوم وكأنه غير قادر على الحفاظ على مكانته كممر مهم يربط بين ساحة جامع الفنا والمناطق المحيطة بها. أما الساحة، التي تعد أحد عجائب العالم ووجهة سياحية رئيسية، فهي بحاجة ماسة إلى رعاية متكاملة تشمل ليس فقط المظاهر الجمالية، بل أيضًا الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية والبيئية التي تحيط بها.
وقد سبق لجهات معينة أن تطاولت وطبقت شرع اليد، بإضافة حاجز حديدي تم تثبيته بالمنفد الوحيد والضيق لولوج ذوي الحاجات الخاصة لممر الأمير مولاي رشيد، إلا أن السلطات المحلية كان لها رأي اخر وقامت بإزالته في الحين. وبقي المتاريس الأعظم و الشامخ و الجامع لأشكال الشذوذ الإجتماعي يرخي بصورة غير لائقة على المنظر العام لمدينة كمراكش.