أمرت النيابة العامة لدى المحكمة الإبتدائية بإيمنتانوت، يوم امس الخميس 16 يناير، بإيداع شخص ثلاثيني السجن المحلي الأوداية، بعد استنطاقه تفصيليا في قضية النصب والإحتيال عبر الأنترنيت وإحالته على القضاء الجالس ليقول كلمته في الموضوع، فيما تم إطلاق سراح صاحب محل للبقالة وأحد أفراد عائلته، بعد تقديمهما في حالة سراح.
هذه النازلة التي حيرت الأجهزة الأمنية، وكانت محط اهتمام قائد سرية الدرك الملكي بشيشاوة، الذي فك لغز هذه الواقعة وأشرف على عملية الإيقاع بالمتهم في شراك الدرك الملكي، تعود تفاصيلها إلى يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم إلقاء القبض على الثلاثيني بعد محاصرته من طرف بعض المواطنين بمركز جماعة مجاط، وتسليمه لعناصر دركية حد مجاط.
وأفادت مصادر، أن المتهم المنحدر من جماعة سيدي محمد الدليل، كان موضوع 5 مذكرات بحث وطنية صادرة عن كل من المركز القضائي والمركز الترابي بشيشاوة، والشرطة القضائية بمدينة شيشاوة، وموضوع بحث قضائي بمركز سيدي المختار كلها من أجل النصب والإحتيال وواحدة بتهمة إصدار شيك بدون رصيد.
حيث يدعي أنه يتوفر على شركة مقرها بمدينة تزنيت متخصصة في بيع الدراجات النارية، وبيع الإكسسوارات وتجديد عقود البيع وكذا إصلاح الدراجات النارية، وذلك من خلال صفحة فيسبوكية تحمل في غلافها صورة فتاة، كما أدرج رقم هاتفه النقال من أجل التواصل مع الزبناء، حيث يوهمهم أنه يتوفر على محل لبيع الدراجات النارية وأنه يقوم بالبيع بالمصارفة وبأثمنة خيالية ويقدم تسهيلات مهمة في عملية البيع من خلال توصيل الدراجة النارية لصاحبها بجميع مناطق المغرب.
وبهذه العروض التفضيلية الوهمية التي يقدم للزبناء عبر صفحته الفيسبوكية، يتم مباشرة التواصل معه بواسطة تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، حيث يقوم بإرسال عدد من الصور للدراجات النارية لفائدة الزبون وبعد اختيار هذا الأخير لنوع ولون الدراجة النارية المراد شراءها، يتقدم المتهم بطلب إرسال حوالة مالية عبارة عن تسبيق “عربون” في اسم شخص يعمل بقالا بمركز جماعة مجاط ، وهو الطلب الذي يقبله الزبون بدون تردد نظير العرض المغري وغير المسبوق، ليتفاجأ بانقطاع الإتصال معه وأن رقمه الهاتفي أصبح غير مشغل، ويجد نفسه ضحية نصب واحتيال.
وانتشر ضحاياه بعدد من المدن المغربية كالحسيمة وتارودانت ووجدة وبنجرير، ناهيك عن أشخاص آخرين لم يتقدموا بشكاياتهم في الموضوع، وقد تراوحت قيمة الحوالات المالية ما بين 500 درهم و 3000 درهم، ويتم إرسالها للبقال، والذي لم يكن يعلم أنه هو كذلك ضحية نصب واحتيال.
المتهم الثلاثيني، وفي حيلة منه حتى لا ينكشف أمره ويتم التعرف على هويته من طرف ضحاياه، انتقل من مقر سكناه إلى مركز مجاط، وطلب من صاحب محل للبقالة تقديم يد المساعدة له كون والدته طريحة الفراش ومصابة بداء السرطان، وأنه يتلقى مساعدات مالية من بعض المحسنين، ونظرا لانتهاء مدة صلاحية بطاقته الوطنية وعدم قدرته على تجديدها نظرا للتكاليف المالية، لا يسمح له بسحب هذه الحوالات المالية، فطلب منه القيام بهذا العمل الذي أسماه بالإنساني والتطوعي في سبيل امرأة تعيش وضع صحي حرج، فقبل البقال طلبه، حيث كلما توصل بحوالة مالية من ضحايا المتهم يطلب من البقال سحبها والإحتفاظ بها لديه إلى حين قدومه.
حيث أصبحت شكايات الضحايا تتقاطر على مصالح الضابطة القضائية من أمن ودرك، ومن خلال البحث الذي أجرته عناصر الدرك الملكي بسيدي المختار، بناء على شكاية أحد الضحايا، توصلت إلى هوية صاحب المحل التجاري، حيث اطلعته على خطورة الأفعال التي يقوم بها وعواقبها، ليتم نصب كمين للمتهم بمركز مجاط ، حيث كان على متن دراجة نارية وبرفقته أحد أفراد عائلته، حيث تم محاصرته من طرف البقال وبعض جيرانه وتسليمه لعناصر درك مجاط إلى حين تسليمه لعناصر درك سيدي المختار، والتي انتقلت على الفور إلى مجاط واقتياده إلى مركزها.
وبناء على تعليمات النيابة العامة، تم حجز دراجته النارية وإحالة مسطرة البحث على أنظار المركز القضائي بسرية شيشاوة، من أجل الإستماع إليه في محضر قانوني من أجل المنسوب إليه، قبل وضعه رهن تدبير الحراسة النظرية.