بقلم: مالكة العاصمي (بتصرف)
في ظل العدوان المستمر على الفلسطينيين، تتجدد الطروحات التي تحاول إعادة رسم المشهد لصالح إسرائيل، وآخرها تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، التي تدعو إلى إيجاد مكان للفلسطينيين بعيدًا عن أرضهم، في محاولة لتبرير تهجيرهم قسرًا بدلًا من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عام 1948.
شهدت فلسطين محطات دامية، من نكبة 1948 التي رافقها التهجير القسري للفلسطينيين، إلى نكسة 1967 التي عززت احتلال المزيد من الأراضي العربية، وصولًا إلى السياسات الإسرائيلية القائمة على القمع والاستيطان والتنكيل. ومع ذلك، قبل العرب والفلسطينيون مرارًا حلولًا تفاوضية كـ “الأرض مقابل السلام” ثم “حل الدولتين”، لكن إسرائيل لم تكتفِ بأي من تلك التنازلات، بل استمرت في فرض واقع الاحتلال والتوسع.
اليوم، بعد أكثر من 17 عامًا من الحصار على غزة، وعقود من الاستيطان في الضفة الغربية، ومع موجة التطبيع العربي المتسارعة، تجد إسرائيل نفسها أمام مقاومة فلسطينية ترفض الإذعان. ومع فشل سياسات الإبادة الجماعية والتجويع، تعود إلى فكرة التهجير الجماعي، وهو مخطط يلقى دعمًا ضمنيًا من القوى الكبرى.
غير أن الرد على هذه الطروحات يجب أن يكون واضحًا: الحل ليس في تهجير الفلسطينيين، بل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الحقوق لأصحابها. لقد عاش العرب واليهود والمسيحيون في فلسطين بسلام لقرون قبل نشوء الحركة الصهيونية، ولا يمكن أن يتحقق السلام إلا بزوال هذا المشروع الاستعماري.
المطلب العادل الذي يجب أن يرفعه الفلسطينيون والعرب اليوم، ليس مجرد وقف إطلاق النار أو إعادة الإعمار، بل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وعودة الأرض إلى أهلها الأصليين، فهذا هو الحل الوحيد القابل للحياة، بعيدًا عن أي أوهام تسوية لم تجلب سوى المزيد من المعاناة.