وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش، نداءً عاجلاً إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، والمدير الإقليمي للوزارة بمراكش، للمطالبة بتدخل فوري لمعالجة مشكل الاكتظاظ الحاد الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية بجماعة سعادة.
وأكدت الجمعية، في مراسلة رسمية، توصلها بشكاوى متعددة من أولياء أمور تلاميذ مجموعة مدارس أبي موسى الأشعري، يشكون فيها ظروف التمدرس “التي أصبحت غير إنسانية”، بسبب تزايد أعداد التلاميذ في حجرات دراسية لا تستوعبهم، وسط بنية تحتية متدهورة وغياب الحلول المستدامة.
وكشفت الجمعية أن المؤسسة الابتدائية تحتضن حوالي 600 تلميذ، إلى جانب 400 تلميذ آخر بالسلك الإعدادي، موزعين على ثلاث مستويات تعليمية (الأولى، الثانية، والثالثة إعدادي) في أقسام محدودة، ما يضطر الجميع إلى تقاسم نفس الحجرات، بما فيها حجرة مؤقتة شُيدت عقب الزلزال الأخير. كما يضطر التلاميذ لاستعمال نفس المرافق الصحية والدخول والخروج من نفس البوابة، في غياب تام لأي فضاء مخصص للتربية البدنية، حيث تُجرى الحصص بين الأقسام.
وسجل فرع الجمعية أيضاً اقتسام مكتب إداري واحد بين مدير المؤسسة وحارسين عامين، مما يعكس حجم الضغط على المرافق الإدارية.
وتعاني المؤسسة الإعدادية الوحيدة بالمنطقة، وهي “إعدادية عابد الجابري”، من اكتظاظ مهول بدورها، ما أثر سلباً على الثانوية التأهيلية “ابن الهيثم” التي أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ الوافدين.
وفي هذا السياق، تساءلت الجمعية عن مصير المشروع المتعلق ببناء مؤسسة إعدادية جديدة بمنطقة الفخارة، والذي لم يُنفذ بعد، على الرغم من الحاجة الماسة إليه.
كما حذرت الجمعية من تفاقم الوضع مع امتداده إلى منطقة دوار عبد السلام، حيث تعاني الوحدة المدرسية “عزيب الشيخ” من غياب سور واقٍ، وتقادم حجراتها الدراسية، رغم استقبالها لأعداد كبيرة من التلاميذ سنوياً بفعل التوسع العمراني والضغط الديموغرافي المتزايد.
وختمت الجمعية نداءها بمطالبة الجهات المعنية بالإسراع في تشييد ثانوية تأهيلية، وأخرى إعدادية، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية في دوار عبد السلام والمنطقة الحضرية الجديدة، من أجل ضمان تعليم في ظروف سليمة وكريمة.