شهد الزواج في المغرب تغيرات كبيرة على صعيد القيم والمفاهيم المرتبطة به، في السنوات الأخيرة. بينما كان الزواج في السابق يقوم على أسس الاحترام والتفاهم والحب والمودة والرحمة والصبر، أصبح اليوم يواجه تحديات وصعوبات تعكر صفو الحياة الزوجية وتؤثر سلباً على الأسرة والمجتمع بشكل عام.
تزايدت معدلات الصراعات الزوجية نتيجة لعدة عوامل منها الأنانية، وضغوط الحياة اليومية، والمشاكل الاقتصادية، والتغيرات الثقافية والاجتماعية. هذه الصراعات تؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق، مما يخلق بيئة غير مستقرة للأطفال.
يعتبر الأطفال الضحية الأولى لتفكك الأسرة. في كثير من الحالات، يؤدي انفصال الوالدين إلى تدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية للأطفال، حيث يجدون أنفسهم في الشارع دون رعاية أو توجيه. هذا الوضع يعرضهم لخطر الانحراف والجريمة، حيث يلجأ بعضهم إلى السرقة أو العنف نتيجة للشعور بالضياع والكراهية.
لذا فإن تفكك الأسرة وتأثيره على الأطفال يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع. فالجيل الجديد الذي ينشأ في ظل هذه الظروف القاسية يواجه صعوبة في التأقلم مع الحياة المستقبلية. هذا الجيل قد يفقد الأمل في بناء مستقبل مشرق، مما يعزز من احتمالات ضياع مواهبه وقدراته.
و لحل هذه المشاكل، يجب التركيز على تعزيز قيم الاحترام والتفاهم والحب والمودة والصبر في الحياة الزوجية. من الضروري توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج، وتشجيع الحوار المفتوح والصريح بين الشريكين. كما ينبغي على المجتمع المدني والجهات الحكومية العمل على تقديم برامج إرشادية وتوعوية لتعزيز العلاقات الزوجية السليمة.
و ينعكس الحفاظ على استقرار الأسرة إيجاباً على استقرار المجتمع ككل. كما يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل تعزيز القيم الإيجابية في الزواج، وتقديم الدعم اللازم للأسر لمواجهة تحديات الحياة، لضمان مستقبل أفضل لأطفالنا ومجتمعنا.
ويبقى السؤال كيف ستكون أمهات المستقبل من هذا الجيل؟