في رسالة من منظمة اليونسكو مؤرخة ب25 يوليوز 2024، موجهة إلى جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، تخبرها بأن الجمعية العامة للدول الموقعين على اتفاقية 2003 من أجل صون التراث الثقافي غير المادي، قد قررت في اجتماع دورتها العاشرة التي عقدت بمقر المنظمة بباريس مابين 11و12 يونيو 2024، اعتماد جمعية منية مراكش، بصفتها منظمة غير حكومية، لأداء مهام استشارية لدى اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي.
وبحسب بلاغ من إدارة جمعية منية مراكش، يعتبر هذا القرار من قِبل منظمة اليونسكو تتويجا لعمل جمعيات المجتمع المدني، و من خلاله تثمين العمل المتواصل لجمعية منية مراكش، لما يقرب من عقدين من الزمن، من أجل قضية تراث المغرب بفضل إنجازات حققتها الجمعية، مدعومة بشبكة واسعة من الخبراء و الجامعيين و الفنانين و الصناع الحرفيين من المغاربة و الخبراء الدوليين.
وللإشارة لا توجد إلا جمعيتان معتمدتان من قِبل اليونسكو تتوفران على هذه الصفة في مجموع المغرب و خمسة فقط لكافة الدول العربية!
ويذكر ان جمعية منية مراكش تساهم في إبراز الشأن المعرفي والحضاري لبلادنا المغرب عامة ولمدينة مراكش وجهتها على وجه الخصوص، كما تعمل في سبيل إحياء التراث الروحي والمعماري والحرفي والعمراني وصيانته، وتسعى في إعادة الاعتبار لأساليب العيش المغربية العريقة.
وتهدف الجمعية إلى أن تصبح شاهدا وفاعلا في صيانة التراث المادي والمعنوي، من حيث هو ميراث له وجهة نحو الماضي من جهة ووجهة نحو المستقبل من حيث هو أمانة نبلغها للأجيال القادمة من جهة أخرى، كما تطمح إلى تعيين الإرث الثقافي والروحي للمغرب والحفاظ عليه والعمل على إحيائه وتفهيمه وإعادة اعتباره وإصلاح مبانيه وترميمها بحسب المعايير العلمية المتعارف عليها من قبل ذوي الاختصاص. كما تعمل على تشجيع الأشخاص والمؤسسات على الانخراط في الدفاع عن هذه القضية الوطنية. وترنو أيضا إلى تعزيز مدينة مراكش بمؤسسة ثقافية رفيعة القدر حيث يتأتى لغنى مكونات تراث المغرب أن يتجدد باستمرار وحيوية. و تتطلع جمعية منية مراكش إلى أن تجعل من حاضرة مراكش مقامة عالية وبرزخا واسطا لحديث الشرق والغرب، وترجمانا لفنون المغرب والأندلس.
ومنذ تأسيسها في دجنبر 2006 لم تأل جهدا في تحقيق أهدافها المنشودة، حيث سارعت الجمعية إلى تكثيف أنشطتها وتوسيع مجالاتها الثقافية والروحية الهادفة، منها ما هو ذو طابع محلي ووطني، ومنها ما هو عالمي. انخرطت جمعية منية مراكش منذ نشأتها في التمهيد لإعادة الاعتبار لمدينة مراكش بإقامة ندوات وطنية و دولية حول التراث المادي و غير المادي في مقدمتها سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية كل عام منذ 2007. تقام بسائط هذه الموسمية الدولية وفق برنامج متنوع من مجالس سماع السماع، كل ذلك في جو روحاني يسهم في معرفة طرق الانفتاح و السماحة و الوسع و المحبة في الثقافة المغربية. يطمح سماع مراكش إلى الحفاظ على السماع الصوفي الذي هو تراث فني عالمي، ثقافي وروحي، وذلك من خلال هذه اللقاءات، و المذاكرات و الإنشاد. يتيح هذا التراث الحي فرصة مواتية للتأمل ويبرز للجمهور معاني التفكر و التهمم بالكرامة الإنسانية.