بقلم سيدي محمد الناصري
الحالة الميكانيكية الكارثية لحافلات النقل الحضري ALSA، أصبحت تؤرق مستعمليها من ساكنة مراكش، و تقض مضجعهم، خصوصا مع هذه الحرارة المفرطة.
غياب تام لمصلحة المواطن بما في ذلك السائقين و مستخدمي الشركة المذكورة، ناهيك عن عدم احترام المقاربة البيئية، بحيث أصبح أسطول الحافلات المهترئةُ هياكلها، ينفت الدخان الأسود، و هو يجوب مراكش، ذهابا و إيابا، و يصدر ضجيجا صاخبا، مما أثار انتباه زوار مدينة البهجة سواء من الداخل او الخارج.
و السؤال المطروح، هو من المسؤول عن هذه المهزلة؟ من المسؤول عن هذه التجاوزات؟ من الذي سمح بتمديد عقد الصفقة مع ALSA؟ بصيغة غير واضحة المعالم، و بشروط تخدم مصلحة الشركة دون اعتبار لكرامة ساكنة مراكش، و دون تغليب للمصلحة العليا للمدينة الحمراء، المدينة العالمية، التي تستقبل ضيوفا من طينة خاصة، على مدار الساعة، مدينة المؤتمرات و اللقاءات الدولية، مدينة توقيع المعاهدات و المواثيق المصيرية، على جميع المستويات، سواء ما تعلق منها بحقوق الإنسان أو ما تعلق بالمحافظة على البيئة، أو ما تعلق بتعزيز حضورها و تنافسيتها كمدينة سياحية، فلا رابط بين هذا و ذاك : مدينة طموحة تستشرف مستقبلا أفضل في ظل التحديات و المشاريع الإفريقية و العالمية، و حافلة بئيسة في حالة مقرفة، وسخة، في حركة دائمة و متواصلة على طرقات مراكش، و ليثها كانت قابعة في مكان واحد، تعكس باستمرار صور التخلف و التعثر التنموي، و تنم عن فشل من آل لهم أمر تسيير شؤون مدينة سبعة رجال، و تؤكد عدم إصغائهم بإمعان الى خطابات جلالة الملك، الداعية على الدوام الى حسن التدبير.
فإلى متى سيظل المسؤولون بعيدون عن المحاسبة، و يظل التطور المنشود بعيد المنال.