في رحلة من مطار دالاس بالولايات المتحدة قاصدا مدينة كيتو عاصمة الإكواتور عبر توقف في سان سالفادور وعند مدخل الطائرة قدمت للمضيفة ورقة الطائرة وجواز سفري فطلبت مني أن أقصد المكتب المقابل. في المكتب أخبروني أنه علي ان أدفع ألف ومائة دولار أمريكي كضريبة للدخول إلى السالفادور. لم أصدق وقلت له أنني لست معني بالدخول إلى السالفادور ، فأنا قاصد الإكواتور ولن أغادر مطار السالفادور.
خاطبت الموظف أنني أسافر عبر العالم منذ خمسين سنة وزرت ما يقرب من أربعين دولة في أوروبا وأسيا وأمريكا وأفريقيا ولم أسمع يوما بضريبة دخول أي بلد بهذا المبلغ الصاروخي. أجابني بأنه يتفهم ويعتبر هذا القرار غير معقول وهو ينطبق فقط على حاملي جواز سفر البلدان الإفريقية والهند، وأن حكومة السالفادور اتخدت هذا القرار بسبب ان العدد من الأفارقة والهنود يأتون إلى السلفادور ومنها يدخلون بشكل سري إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك. المهم أنني عدت ألى دالاس واقتنيت ورقة سفر جديدة للإكواتور دون المرور عبر السلفادور. ولما بحتث في هذا الأمر الغريب وجدت أن هذا القرار الأحمق اتخذته حكومة السلفادور بضغط من الولايات المتحدة.
ولما اتصلت بوكالة الأسفار السلفادورية التي اشتريت ورقة الرحلة منها بهدف تعويضي كان جوابهم أن ضريبة الدخول المفروضة على السياح الأفارقة قرار للحكومة السلفادورية ولا يعنيهم في شيء. هذه الواقعة السوريالية طرحت علي عدة استفهامات حول عالمنا اليوم. أولها هذا الجبروت الأمريكي الذي يفرض على بعض الدول قرارات تمس سيادتها واقتصادها بدون اي وازع أخلاقي وثانيها هو بؤس حكومات هذه الدول وما أكثرها التي تخضع بشكل أعمى لتوجيهات أمريكا ضدا على مصلحة شعوبها.
ثم كيف لهذه الدولة الصغيرة أن تفرض ضريبة خيالية لدخولها على كل من مواطني 57 دولة إفريقية و الهند دون أي رد فعل من طرف هاته الدول وكان أضعف الإيمان أن ترد بالمثل وتخبر مواطنيها حتى لا يقعوا ضحية هذا النصب الوحشي. أملي أن تستفيق أفريقيا ويحسب لها حساب في العالم مستقبلا.