في خطوة هامة ضمن الجهود المبذولة لمكافحة الجرائم البيئية وحماية الحياة البرية، تمكنت عناصر الشرطة في كل من مدينتي الناظور ومراكش، بتنسيق مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، من ضبط مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف المهددة بالانقراض كانت موجهة للبيع بشكل غير قانوني. هذه العمليات التي جرت يوم الثلاثاء 26 نونبر 2024، تمثل جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالحيوانات المحمية وحماية التنوع البيولوجي في المملكة.
و بحسب مصدر أمني، فالعملية الأولى التي جرت بمدينة الناظور، تم توقيف شخصين في حالة تلبس بعد ضبطهما بحيازة أربعة حيوانات برية من فصيلة “النمس” التي تم اصطيادها بشكل غير قانوني، وكانا يخططان لعرضها للبيع في السوق السوداء. ويعتبر النمس نوعا من الحيوانات المهددة بالانقراض في بعض المناطق، ويخضع لحماية قانونية في العديد من البلدان، بما في ذلك المغرب. وقد تم توقيف الجناة ونقل الحيوانات المحجوزة إلى المراكز المختصة التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات.
أما العملية الأمنية الثانية، فقد تمت بمدينة مراكش، حيث تمكنت عناصر الشرطة من توقيف أحد الأشخاص الذي كان في حيازته 61 أفعى من أنواع سامة وخطيرة. من بين الأفاعي المحجوزة، كان هناك 13 أفعى من نوع “كوبرا” و36 أفعى من نوع “كلوفر”، إضافة إلى أنواع أخرى من الزواحف. هذا النوع من الأفاعي يشكل تهديدًا كبيرًا للسلامة العامة نظرًا لسمها القاتل، ما يستدعي ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لمكافحة الاتجار بها.
وتم تسليم الحيوانات والزواحف المحجوزة إلى المصالح البيئية المختصة التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات، حيث سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ عليها وحمايتها من خطر الانقراض. في حين، فتحت النيابة العامة تحقيقًا مع الأشخاص الموقوفين لمعرفة ملابسات الحيازة غير القانونية لهذه الحيوانات وتحديد الشبكات التي قد تكون متورطة في الاتجار بها.
وتأتي هذه العمليات الأمنية في إطار برنامج “Thunder” الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحيوانات المحمية، الذي يتم بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”. العملية تستهدف مكافحة جميع أشكال الاتجار بالحيوانات البرية، خاصة الأنواع المهددة بالانقراض، والحد من التهديدات التي تتعرض لها البيئة من خلال الأنشطة غير القانونية.