في إطار اتفاقية شراكة تجمع بين ثانوية الحسن الثاني التأهيلية، وثانوية BBS Verden الألمانية، والمكتب الجهوي للتكوين المهني لجهة مراكش-آسفي، استقبلت مدينة مراكش، ما بين 26 مارس و6 أبريل 2025، وفدًا تربويًا ألمانيًا مكوَّنًا من 10 تلاميذ وأطر تعليمية، في إطار مشروع تربوي بيئي يحمل شعار: “جميعًا ضد ضياع الماء” (Ensemble contre le gaspillage de l’eau).
خلال هذه الزيارة التي امتدت لعشرة أيام، تم تشكيل خمس مجموعات عمل، ضمت كل منها تلميذين من ثانوية BBS Verden، وتلميذين من ثانوية الحسن الثاني، إلى جانب متدربين من مؤسسات التكوين المهني. وقد انكبت كل مجموعة على محور محدد:
المجموعة الأولى: بحثت سبل استغلال مياه الأمطار.
المجموعة الثانية: ركزت على إعادة استعمال المياه العادمة.
المجموعة الثالثة: أشرفت على تثبيت نظام الري بالتنقيط بمساحتين: واحدة بثانوية الحسن الثاني، والثانية بالمعهد المتخصص في الصناعات بمراكش.
المجموعة الرابعة: تولّت الربط الكهربائي للمشروعين.
المجموعة الخامسة: اشتغلت على برمجة الأنظمة الإلكترونية للمشروعين.
وأسفرت هذه الجهود التعاونية عن إنجاز حديقتين ذكيتين، تمثلان نموذجًا عمليًا في ترشيد استهلاك الماء، من خلال استخدام تقنيات حديثة تقلل من الهدر وتحسن من تدبير الموارد المائية.
بالموازاة مع هذه الأنشطة، نظمت ورشات تكوينية لفائدة الأساتذة، أشرف عليها أطر تربوية ألمانية، حول موضوع “الكفايات في التدريس”، واستفاد منها أساتذة من المعهد المتخصص في الصناعات ومن ثانوية الحسن الثاني. وامتدت هذه الورشات لثلاثة أيام، وشكلت فرصة لتبادل الخبرات التعليمية بين المغرب وألمانيا.
كما شمل البرنامج الثقافي استقبال الوفد الألماني من طرف مجلس مقاطعة جيليز، بالإضافة إلى زيارات تعريفية للمآثر التاريخية لمدينة مراكش، وتنظيم سهرة ثقافية، وزيارات لوحدات صناعية وسياحية قصد التعرف على المؤهلات الاقتصادية والثقافية للمنطقة.
واختتمت الزيارة يوم السبت 5 أبريل 2025 بجلسة ختامية تم خلالها عرض نتائج الورشات الخمس بثلاث لغات: الألمانية، والإنجليزية، والعربية. كما تمت تلاوة رسالة من السفيرة المغربية بألمانيا السيدة العلوي، وألقيت كلمات من طرف عمدة فيردين، وممثلي وزارة المالية والتربية الألمانية، إلى جانب المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني بجهة مراكش-آسفي، ومديري المؤسستين الشريكتين.
وقد شددت هذه الكلمات على أهمية استمرار هذا النوع من المبادرات التربوية، وضرورة تكثيف تبادل الزيارات لتوسيع آفاق التعاون والانفتاح على تجارب تعليمية مبتكرة.
ومن المنتظر أن يشهد مشروع الحديقتين الذكيتين تحديثات مستقبلية، من خلال إدماج الطاقات النظيفة وتفعيل نظام السقي عن بُعد، باستعمال تقنيات ذكية، في إطار التعاون المستمر بين الأطر والتلاميذ المغاربة والألمان.
