تواجه هيئة التعليم، وبالأخص الأساتذة في المؤسسات التعليمية الخاصة، تحديات كبيرة بسبب الظلم والتعسف الذي يمارس من طرف أرباب المدارس الحرة. هؤلاء الذين يضعون الربح المادي في المقدمة بعيداً عن الالتزام برسالة التربية والتعليم ونبل الأخلاق التي يجب أن تحكم هذه المهنة. من خلال الممارسات اليومية التي يعاني منها الأساتذة، تتضح الصورة المأساوية للوضع الذي يعصف بمستقبل التعليم.
ويستمر معلمو المؤسسات الحرة في تقديم العطاء والتفاني في عملهم، حيث يقضون أكثر من ربع قرن داخل أسوار هذه المؤسسات. ورغم العمل الجاد الذي يقدمونه، وتفانيهم في تأدية مهامهم، إلا أن الوضع لا يبدو مغايرًا، حيث يتعرض العديد منهم للتهميش والفصل في مرحلة متقدمة من مسيرتهم المهنية. ليس ذلك فقط، بل يُطلب منهم أداء مهام إضافية خارج نطاق اختصاصهم، كما يحدث عند تكليفهم بمهام الدعم التربوي بدلًا من الاستمرار في تدريس المواد المقررة.
إضافة إلى التهميش والظلم الذي يعانيه المعلم، يجد البعض منهم أنفسهم مجبرين على العمل لساعات أطول من المدة المحددة في دفتر التحملات، مما يرهقهم ويؤثر على جودة العمل التربوي. هذا التعسف الواضح في حقوق المعلمين يأتي نتيجة للاستخفاف بدورهم البالغ الأهمية في بناء الأجيال القادمة.