تصاعدت في الأيام الأخيرة سلسلة من السلوكيات التي تثير القلق حول تدهور لغة الحوار وغياب المهنية، في مشهد يعكس توترا غير مسبوق في بعض الأوساط السياسية والفنية والإعلامية
سياسي وقيادي كبير عاد إلى الواجهة، ربما لترميم ما تآكل من رصيده السياسي أو الشخصي، فاختار أن يصب جام غضبه على مواطنين مغاربة لا يشاطرونه الرأي ولا الرؤية. لم يكتف بالخلاف بل حوله إلى شتائم مباشرة، متناسيا أن حرية التعبير لا تعني الإساءة، وأن الرأي الآخر هو حجر الزاوية في أي نقاش ديمقراطي.
وفي مشهد آخر، يطل موقع إعلامي بلا إعلاميين محترفين، يوزع الإهانات على من يرفض التصريح أو الإدلاء بكلمة، معتقدا أن الكاميرا تعطي شرعية لا تمنحها المهنية ولا أخلاقيات المهنة.
أما الساحة الفنية، فلم تكن أفضل حالا؛ ففنانة معروفة، خرجت لتوها من بين قضبان السجن، مزقت علنا أداة إعلامية، متلفظة بكلمات مستفزة، ومعلنة بنبرة تحد: “لا أخاف أحدا”، في مشهد أقرب إلى ساحة معركة منه إلى فضاء فني راق.
وما زاد الطين بلة، أن مديرة أعمال الفنانة كانت الشرارة الأولى في هذا التوتر، وهي التي يفترض أن تكون القدوة في ضبط المواقف والالتزام بأبسط معايير اللياقة والسلوك المهني.
وسط هذه الصور المتناثرة، يجد المتابع المغربي نفسه أمام مشهد مشوش، تتداخل فيه السياسة بالفن بالإعلام، ولكن ليس في تناغم حضاري، بل في سوق من الفوضى والسجالات الرخيصة.
وعودة لموضوع السياسي الدسم والمسيء، فيجب أن يحاسب شعبيا وأخلاقيا، وليس هو فقط، بل سبق وأن طالب سياسي، ليس بينه وبين السياسة إلا المال والجاه، بإعادة التربية للمغاربة. فكرامة المغاربة واحدة، مهما اختلفت الآراء. والفن والإعلام والإدارة الفنية، بات من الضروري أن تخضع لتكوين مهني صارم، ومواكبة تربوية وأخلاقية، تحفظ لهذه القطاعات مكانتها واحترامها.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.