لا يكاد شارع او زقاق بمدينة مراكش يخلو من مقهى او متجر، حيث تحولت المقاهي الى استثمار مفضل لدى الباحثين عن الربح السريع وتوظيف رؤوس الاموال. ومع هذا الانتشار الكبير باتت العديد من شوارع المدينة، خصوصا بمقاطعة جليز مسرحا لتنافس غير مشروع بين اصحاب المقاهي والمتاجر، ليس فقط لاستقطاب الزبناء، بل ايضا للتمدد على حساب الملك العمومي عبر تحويل الارصفة إلى طيراسات خارجية تستقبل مزيدا من الزبناء.
ورغم ان القانون يمنع بشكل صريح استغلال الملك العمومي، ورغم المذكرات الوزارية الصادرة عن وزارة الداخلية، فإن تطبيق هذه القوانين يظل غائبا. ويرى متتبعون أن المسؤولين المحليين والشرطة الادارية يتعاملون بمنطق الآذان الصماء والعيون المغمضة تاركين المجال مفتوحا امام خروقات متزايدة.

في هذا السياق، عبرت فعاليات جمعوية وحقوقية عن استيائها من مشهد احتلال ممرات الراجلين بشارع علال الفاسي بالداوديات، وخاصة بالواجهة الممتدة بين فندق رضوان ومقر البنك الإفريقي BMCE. وأكدت هذه الفعاليات ان حياة المارة تحولت إلى معاناة يومية بسبب اضطرارهم إلى النزول وسط الشارع بعد ان حرموا من الارصفة، معرضين انفسهم لمخاطر حوادث السير.

هذا الوضع، الذي نتج عن تقاعس السلطات المحلية في تطبيق القانون، ساهم في تشويه جمالية الشارع وتضييق الخناق على مستعملي الطريق، في وقت يشهد فيه شارع علال الفاسي كثافة كبيرة في حركة السير والجولان.

وطالبت الفعاليات ذاتها، عبر تصريحاتها لجريدة كِشـTV، الوالي بالنيابة رشيد بنشيخي، المعروف بصرامته وجديته، بالتدخل العاجل من اجل وقف هذه التجاوزات، وتفعيل القوانين المنظمة للاحتلال غير القانوني للملك العمومي عبر فرض العقوبات اللازمة على ارباب المقاهي والمتاجر الذين استحوذوا على الارصفة بشكل عشوائي.
اكتشاف المزيد من كِشـ تيفي - Kech TV
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.