في إطار الجهود المستمرة لإعادة الإعمار وتعزيز الصمود في المناطق المتضررة من الزلازل، نظم مركز تنمية جهة تانسيفت (CDRT) بالتعاون مع الجمعية الأوروبية ACTED الدورة التدريبية الثانية حول تقنيات البناء المقاوم للزلازل. وقد استفاد من هذه الدورة 34 بناءًا من منطقة أمزميز، وذلك خلال الفترة من 7 إلى 9 فبراير 2025.
تأتي هذه الدورة بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى التي أقيمت في منطقة ويركان في نوفمبر الماضي. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الشبكة الإقليمية للحرفيين المؤهلين، الذين يُعتبرون عنصرًا أساسيًا في إعادة الإعمار المستدام لقرى المنطقة المتضررة من الزلازل.

ووفقًا لبلاغ صادر عن مركز تنمية جهة تانسيفت، فإن هذا البرنامج التدريبي يندرج ضمن مشروع ما بعد حالة الطوارئ لإعادة تأهيل البنية التحتية، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة مخاطر الزلازل. كما تم تصميم التدريب لتلبية الحاجة الملحة للبنائين في المنطقة لإتقان تقنيات البناء المقاوم للزلازل، مع التركيز على استخدام المواد المحلية مثل الطوب اللين والأدوب والحجر.

خصص اليوم الأول من الدورة للجلسات النظرية، حيث أشرفت الأستاذة فاطمة الزهراء العباسي، منسقة المشروع، إلى جانب المهندسين المعماريين محمد بلمجاد ومحمد المشرفي، على تقديم محاضرات حول المعايير التقنية للبناء المقاوم للزلازل، مع التركيز على اللائحة الخاصة بالأبنية الترابية (RPCT 2011). كما تم شرح المبادئ الأساسية للبناء المقاوم للزلازل، بما في ذلك تقنيات تقوية الجدران واستخدام المواد المحلية.

أما اليومان التاليان، فقد خُصصا لورشات عمل تطبيقية، حيث تمكن البناؤون من تطبيق التقنيات التي تعلموها على أرض الواقع. وشملت ورشات العمل مواضيع متنوعة، منها: بناء وتقوية الجدران باستخدام الطوب اللين والأدوب والحجر. وتركيب الأدوب لتحسين مقاومة الزلازل.تقنيات الطلاء الخارجي والداخلي، بما في ذلك استخدام التادلاكت، وهو طلاء مغربي تقليدي.

اعتمد المنظمون نهجًا تعليميًا تفاعليًا، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة لضمان اكتساب مهارات عملية ملموسة. كما تم تزويد كل مشارك بدليل تقني مفصل، يُعتبر مرجعًا أساسيًا لممارستهم اليومية في مجال البناء المقاوم للزلازل.
وفي هذا السياق، أكدت الأستاذة فاطمة الزهراء العباسي، منسقة المشروع، أن “الهدف العام من هذه الدورات هو إنشاء شبكة من الحرفيين المؤهلين القادرين على إعادة البناء باستخدام تقنيات تجمع بين السلامة من الزلازل والتقاليد المعمارية المحلية”. وأضافت: “هؤلاء البناؤون سيصبحون عوامل تغيير حقيقية في مجتمعاتهم، حيث سيساهمون في بناء منازل أكثر أمانًا واستدامة.
يأتي هذا التدريب في إطار مشروع أوسع يهدف إلى بناء قدرة المجتمع على الصمود، من خلال الجمع بين المعرفة التقليدية والابتكارات التقنية. ومن المقرر أن يتم تنظيم دورات تدريبية إضافية في الأشهر المقبلة، لتوسيع شبكة المهنيين المؤهلين في المنطقة وتعزيز قدراتهم في مواجهة الكوارث الطبيعية.
بهذه الخطوات، يساهم مركز تنمية جهة تانسيفت وشركاؤه في بناء مستقبل أكثر أمانًا للمجتمعات المحلية، مع الحفاظ على التراث المعماري المغربي الأصيل.